يظل كوكب المريخ أحد أهم الكواكب في المجموعة الشمسية، ربما لقربه من الأرض، كما أثبتت الاختبارات المتعددة فلكيا أنه بنسبة كبيرة كانت توجد حياة مندثرة على سطح هذا الكوكب. وقد استطاعت وكالة ناسا من أن ترسل الروبوت "روفر"، وهو إنسان آلي متطور على شكل سيارة، لها ست عجلات حتى يمكنه استكشاف الكوكب بشكل كامل. ويستطيع روفر أن يخزن العينات، والمعلومات التي يحصل عليها، ويقوم بتحليلها بشكل مبدئي، لتحديد بدقة ما إذا كانت هناك حياة سابقة على كوكب المريخ أم لا. وقد اكتشف علماء الفلك وادي كبير على سطح المريخ يرجح أنه كان مكان لأحد البحيرات التي جفت، وهو المكان الذي هبط فيه "روفر" لاكتشافه. هذا المكان تم اختياره بعناية شديد من ضمن 60 موقع مختلف على سطح المريخ، ولمدة خمس سنوات كان هناك فريق بحث مكون من 150 عالم مختلف يبحثون المواقع بالتفصيل لاختبار أنسب الأماكن لهبوط "روفر" لدراستها. ويعتقد علماء ناس أن سطح المريخ كان يحتوي على ماء يوما ما، وهذا هو سبب وجود "روفر" على سطح المريخ في هذه اللحظات تحديدا، لبحث التربة هناك بشكل جيد. وقد تم تزويد "روفر" بالعديد من الأدوات اللازمة لاكتشاف التربة وتحليلها، كما أن لديه كاميرات مراقبة تساعده على تدوين ما يجده، وكاميرات أخرى لالتقاط صور طبيعية وملونة لما يرصده في كافة أنحاء كوكب المريخ. يمتلك أيضا جهاز توجيه بحيث يمكنه أن يوجهه لمهامه إن ضل طريقه، أو خرج من نطاق المكان الذي يجب أن يبحث فيه. كما أن "روفر" لديه إمكانية تحليل المواد الكميائية المتواجدة بالتربة والصخور، خاصة وأن الكوكب الأحمر يحتوي على عدد من الصخور المثيرة للاهتمام بالنسبة لعلماء الجيولوجيا، كما أن من مهامه أيضا اكتشاف التكوين الكميائي لصخور المريخ وتحليلها. ويقوم "روفر" أيضا بالحفر في الصخور الموجودة على سطح المريخ وأخذ عينات منها ومن مكوناتها الداخلية لتحليلها بشكل كامل، حين وصولها إلى الأرض. سوف يتواجد روفر على سطح المريخ لمدة عامين على الأقل لاكتشاف عينات مختلفة من الصخور وبعض قمم الجبال، كما أن بطارية تشغيل روفر مصنوعة من البلاتنيوم وتكفية مدة 10 سنوات على الأقل، وهي المدة اللازمة له لاكتشاف سطح المريخ بالكامل.