شهدت أروقة مجلس النواب، منذ الصباح الباكر أمس، حالة من الارتباك الشديد على خلفية عقد جلسة استثنائية لانتخاب اللجان النوعية من أجل إعداد اللائحة الداخلية لمجلس النواب ولجان مراجعة القوانين التى صدرت فى عهد الرئيس عبدالفتاح السيسى، والمستشار عدلى منصور، الرئيس السابق. استياء بين النواب بسبب رفض «عبدالعال» إعطاءهم الكلمة بحجة ضيق الوقت.. وتوقيعات لتعديل المادة «117» من الدستور لانتخاب هيئة مكتب المجلس بداية دور الانعقاد واحتشد النواب أمام مكتب المستشار أحمد سعدالدين، الأمين العام للمجلس، لتعديل رغباتهم فى الالتحاق باللجان النوعية، فيما بدا على بعضهم عدم فهمهم لما سيدور فى الجلسة أمس، خصوصاً بعد ما تردد عن أن الانتخابات التى ستجرى على هيئات مكاتب اللجان النوعية وتشمل الرئيس والوكيلين وأمين السر، نهائية، وهو ما اعترض عليه النواب بشدة، ودفع النائبة نشوى الديب إلى جمع توقيعات الأعضاء لتقديمها إلى رئيس المجلس خلال الجلسة للاعتراض على إجراء تلك الانتخابات والمطالبة بانتخابات مؤقتة لهيئات مكاتب للجان لحين الانتهاء من إعداد اللائحة الجديدة للمجلس. وتوالت المفاجآت ب"قنبلة دستورية جديدة" أمس بجمع النائبة سحر عتمان توقيعات النواب قبل انعقاد الجلسة للمطالبة بتشكيل لجنة لتعديل المادة 117 من الدستور الخاصة بانتخاب هيئة مكتب المجلس لمدة فصل تشريعى كامل، لتجرى الانتخابات على مناصب رئيس ووكيلى المجلس مع بداية دور الانعقاد الجديد، على خلفية فشل رئيس المجلس فى إدارة الجلسات البرلمانية التى عُقدت على مدار 72 ساعة فقط، حسب قولها. وعقدت هيئة مكتب المجلس اجتماعاً طارئاً ضم الدكتور على عبدالعال، رئيس المجلس، والوكيلين السيد الشريف، وسليمان وهدان، لبحث أزمة تشكيل اللجان النوعية، قبل انعقاد الجلسة البرلمانية. فيما شهد البهو الفرعونى اجتماعات مصغرة بين النواب لتوحيد موقفهم. وهدد نواب الهيئة البرلمانية لحزب المصريين الأحرار بتصعيد موقفهم حال استمرار الهرج والمرج خلال الجلسات، ومحاولة ائتلاف دعم مصر السيطرة على البرلمان، من خلال تقديمهم استقالات جماعية من البرلمان. وقال النائب علاء عابد، رئيس الهيئة ل«الوطن»: «ما حدث فى جلسة أمس الأول من إعلان تشكيل اللجان النوعية لإعداد اللائحة الداخلية ومراجعة القوانين الصادرة فى غياب البرلمان أمر لا يمكن السكوت عليه، وتتحمل مسئوليته هيئة مكتب المجلس الذى يتعين عليها التريث فى اتخاذ القرارات وعدم التسرع فى إعلانها». وأضاف: «فكرت فى الانسحاب من الجلسة المسائية، أمس الأول، اعتراضاً على سوء الإدارة والتنظيم، وفى حال استمرار هذا النهج، فإن الهيئة البرلمانية للحزب التى تضم 65 نائباً، ستتقدم باستقالات جماعية من المجلس»، لافتاً إلى أنه التقى بالدكتور على عبدالعال، أمس الأول، ونقل إليه شكوى هيئته البرلمانية فرد عليه قائلاً إنه على استعداد للتواصل مع رؤساء الهيئات البرلمانية للأحزاب والمستقلين، وإنه يقف على مسافة واحدة من الجميع، وإن قرار تشكيل اللجان جاء سريعاً لضيق الوقت، ثم تم تعديل الأمر بناء على التصويت داخل القاعة. ورصدت «الوطن» حالة استياء بين الأعضاء من طريقة إدارة «عبدالعال» للجلسات البرلمانية ورفضه إعطاء الكلمة للنواب بحجة ضيق الوقت. وعقب انتهاء الجلسة المسائية، أمس الأول، وقعت مشاحنات بين نواب ائتلاف دعم مصر من جهة، ونواب المصريين الأحرار والوفد من جهة أخرى، بعد معركة حسم منصب وكيل المجلس لصالح سليمان وهدان مرشح الوفد، ووصف بعض النواب ما دار داخل الجلسة ب«التهريج»، وانتقدوا تدخل المستشار أحمد سعد الدين، الأمين العام للمجلس، فى إدارة الجلسات، ووصفوا استئثار رئيس المجلس بتشكيل اللجان النوعية لمراجعة القوانين الصادرة فى عهد «السيسى ومنصور»، بالغريبة، لأنها تعود بالبرلمان إلى الوراء، مؤكدين أنهم فوجئوا بوضع أسمائهم فى لجان لا يعرفون عنها شيئاً. وتوجه النائب المستشار سرى صيام إلى مكتب رئيس المجلس لإعلان احتجاجه على الطريقة التى تعامل بها الأخير معه خلال انعقاد الجلسة ومصادرة رأيه حول تشكيل اللجان المختصة، وانتهى الأمر بتهدئة الطرفين. وعقد «عبدالعال» اجتماعاً مغلقاً مع علاء عابد، رئيس الهيئة البرلمانية للمصريين الأحرار، لتسوية الخلافات بينهما. وعقد اللواء سامح سيف اليزل اجتماعاً فجر أمس مع السيد محمود الشريف وكيل مجلس النواب وعضو ائتلاف دعم مصر، استمر نحو ساعتين، ورفض سيف اليزل التصريح بما دار خلاله قائلاً إن الاجتماع كان سرياً ومهماً وعاجلاً، كما اجتمع «اليزل» بالأمين العام للمجلس فى مكتبه عقب جلسة أمس الأول لاستيضاح بعض الأمور الخاصة بلائحة البرلمان. وعلمت «الوطن» أن «اليزل» أحد الذين ساعدوا مع كل من الأمين العام للمجلس والسيد الشريف وكيل المجلس فى وضع ترتيبات انتخابات اللجان النوعية وإجراءاتها وترتيب الكلمة التى سيعطيها رئيس المجلس للهيئات البرلمانية الممثلة تحت قبة البرلمان.