"احترس العمود مكهرب" لافتة إنسانية لجأ إليها أهالي الإسكندرية، لحماية أنفسهم من القتل صعقًا بالكهرباء وتحذير المواطنين، خاصة الأطفال من لمس عمود الكهرباء الواقع في الشارع، خوفًا على أرواح المواطنين. ولجأ أهالي شارع بورسعيد بمنطقة كليوباترا، وسط الإسكندرية، إلى وضع هذه اللافتة على عمود النور، لتحذير الأهالي والمارة في الشارع أن هذا العمود يسبب الموت، وذلك بعد مناشدات للحي وشركة الكهرباء لإنقاذهم دون تحرك من المسؤولين. وكان طفل لقى مصرعه صعقا بالكهرباء، أمس، بأحد شوارع المدينة، بعد ملامسته عامود إنارة مكشوف الأسلاك بمنطقة مساكن الحرمين. وأبلغ قسم شرطة ثان المنتزه، بوفاة شخص بمنطقة مساكن الحرمين، وبالفحص تبين أنه أثناء تواجد (أمجد - 15 عاما - طالب) مقيم بذات العنوان، بملامسة عامود إنارة بالمنطقة المشار إليها، صعقه التيار الكهربائي وتوفى في الحال، وتم نقل الجثة لمشرحة الإسعاف. وتحرر المحضر إداري قسم ثان المنتزة، وجاري العرض على النيابة. وقال محمد مهدي أحد أهالي المنطقة: "شركة الكهرباء عايزه تأخذ فلوس فواتير نار وخلاص بس وقت الإصلاح والإبلاغ محدش يتحرك، كان في كلب مات من العمود من أسابيع ووقتها الأهالي عرفت بعد موت الكلب أن العمود متكهرب، وحطنا اللافتة عليه علشان الناس تحترس خاصة المارة في الشارع، ممكن أي طالب يقف يسند على العمود يموت، حسبنا الله ونعم الوكيل، إسكندرية عمدانها بقت متكهربة". وكانت حملة شنت من قبل الأهالي بعد مقتل 4 مواطنين صعقًا بالكهرباء في غرق المدينة، من أجل تغطية أسلاك الكهرباء الغير مغطاة في الشوارع، وأعمدة إنارة الكهرباء المكهربة والتي تسبب في وفاة المواطنين بالشوارع. وتواصل أزمة "الأسلاك العارية"، التسبب في حالة من الذعر بين أهالي الإسكندرية مع هطول الأمطار، وبخاصة بعد كارثة السيول التي صاحبت نوة المكنسة الماضية وأدت إلى وفاة 5 أشخاص صعقًا بالكهرباء، جراء ترك الأسلاك وأعمدة الإنارة بدون احتياطات، فضلًا عن تراكم كميات كبيرة من المياه في الشوارع بعد عجز شبكة الصرف الصحي عن استيعابها. ونجحت أجهزة محافظة الإسكندرية، في منع الأزمات ومواجهة مياه الأمطار في نوة الفيضة الصغرى، وهو ما ظهر عبر استيعاب وتصريف كل المياه المتراكمة في الشوارع بعد ساعات قليلة من هطولها، الأمر الذي علق عليه الأهالي بأن النوة كانت متوسطة وليست بنفس قوة نوة المكنسة التي تسببت في كوارث ووفيات، مطالبين بالحذر من النوات المقبلة. وقال محمد حسن، أحد أهالي منطقة العصافرة شرق الإسكندرية، إنه وأهله يخشون المرور بجوار أي عمدان أو صناديق للكهرباء، إذ يصيبهم الرعب من تكرار مأساة وفاة 5 أشخاص بسببها خلال نوة المكنسة. وأضافت فادية عزيز المحامية بمنطقة محطة الرمل، أن الخوف الشديد أصاب أصدقائها وجيرانها بسبب استمرار وجود أسلاك عارية في شوارعهم، على الرغم من تكرار المطالبات بمعالجتها وصيانتها بشكل دوري، مطالبين أجهزة المحافظة بإيجاد حلول سريعة للأزمة.