لم تمنعه إعاقته وجلوسه على مقعد متحرك من النزول بشكل يومى فى مسيرات رفض الإعلان الدستورى، الذى أصدره الرئيس محمد مرسى مساء الخميس قبل الماضى، ولم تقف أبداً حائلاً دون مشاركته فى العمل السياسى واشتراكه فى حزب يعبر عن رؤيته وأفكاره، إنه شريف محمد عوض، 27 سنة، ليسانس آداب قسم تاريخ، الذى يلقبه الثوار بشاعر الثورة بالإسكندرية. التقت «الوطن» بشريف خلال مشاركته فى مسيرات رفض الإعلان الدستورى وإسقاط التأسيسية، والذى قال بكل قوة وحزم: «لازم أنزل عشان حقوقنا وعشان الثورة ما تتسرقش وعشان ما نبقاش عبيد للنظام لأننا ما عملناش الثورة عشان نشيل ديكتاتور ونحط مكانه رئيس فرعون». وأضاف: «إحنا النهارده وبعد الدعوة للاستفتاء على الدستور مش نازلين عشان نطالب مرسى بالرجوع فى قراراته ولا عشان نلغى الإعلان الدستورى زى ما كنا بنطالب طيلة الأيام الماضية، إحنا دلوقتى نازلين عشان نسقط النظام الذى سقطت شرعيته من مخالفته للقانون والدستور الذى أقسم أن يحترمهما، هذا النظام الذى أبى أن يكون ولاؤه الأول والأخير للوطن وللثورة، وأصر على اتباع أفكار جماعته الفاشية، ومن ثم فلم يعد رئيساً لمصر؛ لأن مصر ليست الإخوان المسلمين فقط». وحول موقف أسرته من توجهه السياسى ومشاركته فى المسيرات المعارضة للنظام، بالرغم من سوء حالته الصحية، قال شريف: إن أسرته حاولت مراراً وتكراراً منعه من المشاركة فى الحياة السياسية ولكنهم أدركوا بعد كافة هذه المحاولات أنه لن يستسلم بسهولة أو يرضخ لقرارات الحكومة والنظام، قائلاً: «هم تأكدوا أننى لن أرضى سوى بشيئين؛ هما أن أعيش بكرامة أو أموت أيضاً بكرامة، وعشان كده بيسيبونى أنزل وأصحابى بيبقوا جنبى خلال المظاهرات مش بيسيبونى لوحدى». يشار إلى أن شريف يعتبر من الشباب المشارك فى ثورة 25 يناير والذى كتب دواوين شعر فى ظلم واستبداد نظام مبارك باللغة العامية، وكان ديوانه الأخير بعنوان «بحلم بوطن وأمة يزيحوا الغمة» وجه خلاله رسالة مباشرة لجماعة الإخوان المسلمين جاء فيها «إخوانى حسب الطلب.. إخوانى بالألوان، انزل وشوف العجب.. وكل شىء بأوان، يتكلموا فى دين الله جميل.. فالدين أصل الوجود، بس لو دخلوا السياسة.. نفاق وكذب وكل شىء موجود». انضم شريف إلى حزب الدستور منذ شهر بعد أن بحث بعد الثورة عن حزب يعبر عن أفكاره ويمثل قوة حقيقية من الممكن أن تقف أمام حزب الحرية والعدالة «مش مجرد مشاركة حزبية وخلاص»، على حد قوله.