قال مسؤولون هنديون إن عدد الجنود الذين قتلوا في هجوم على قاعدة للقوات الجوية ارتفع إلى 7 أشخاص، بعدما توفي 4 جنود متأثرين بجراح أصيبوا بها جراء تبادل لإطلاق النار استمر ساعات بالقرب من الحدود مع باكستان، كما قتل 4 آخرون يشتبه بأنهم مسلحون أثناء المواجهات. وأفادت المتحدثة باسم القوات الجوية، روشيل دي سيلفا، أن عمليات التمشيط تواصلت حتى وقت متأخر من صباح اليوم، لتأمين قاعدة باثانكوت الجوية. ولم يشر المسؤولون إلى أي تفاصيل عن الوضع داخل القاعدة، وفي وقت سابق اليوم، سمع دوى انفجار قنبلة يدوية واحدة على الأقل داخل القاعدة، وأفادت قنوات تلفزيونية عديدة بتجدد إطلاق النار داخل المجمع، وشوهدت 7 شاحنات على الأقل تقل جنودا وعربات مدرعة وهي تدخل إلى القاعدة، لكن المسؤولين رفضوا التعليق. ولم تذكر دي سيلفا أي تفاصيل عن وفاة أحد عناصر قوات النخبة صباح اليوم، باستثناء قولها إنه أصيب بجروح خطيرة جراء الانفجار، وقالت تقارير إخبارية إن الجندي قتل بينما كان يحاول نزع فتيل المتفجرات. بدأ الهجوم قبل ساعات قليلة من فجر أمس، عندما دخلت مجموعة من المسلحين أماكن المعيشة في القاعدة، حسبما أفادت وزارة الدفاع الهندية. هجوم السبت، الذي استمر 14 ساعة، جاء بعد أسبوع فقط من زيارة رئيس وزراء الهند ناريندرا مودي، غير معلنة مسبقا إلى باكستان للقاء رئيس الوزراء نواز شريف. كان ينظر إلى الزيارة، وهي الأولى لرئيس وزراء هندي منذ 12 عاما، على أنها علامة محتملة على تحسن العلاقات بين الجارتين النوويتين، وعقد مودي وشريف أيضا اجتماعا لم يكن مقررا في محادثات تغير المناخ في باريس الشهر الماضي. تقع باثانكوت في ولاية البنجاب على الطريق السريع الذي يربط ولاية جامو وكشمير الهندية، التي تشهد حركة تمرد، مع بقية البلاد، كما أنها قريبة جدا من حدود الهند مع باكستان. تنقسم كشمير الواقعة في جبال الهيمالايا بين الهندوباكستان، حيث يخوض المقاتلون حربا منذ عام 1989 للحصول على استقلال كشمير أو اندماجها مع باكستان، وتدعي كل منهما تبعيتها كليا لها. تتهم الهندباكستان بتسليح المسلحين في كشمير وتدريبهم وهو ما تنفيه إسلام أباد، وقتل أكثر من 68 ألف شخص في أعمال العنف في الشطر الهندي من كشمير. قبل زيارة مودي المفاجئة لباكستان في 25 ديسمبر، التقى مستشارا الأمن القومي للبلدين في تايلاند؛ لمناقشة القضايا بما في ذلك السلام والأمن والإرهاب ومنطقة كشمير المتنازع عليها وسبل الحفاظ على السلام على طول الحدود بين البلدين المشتركة. ومن المقرر أن يجتمع وزيرا خارجية البلدين في إسلام أباد في وقت لاحق من هذا الشهر. ردود الفعل على هجوم أمس من كلا البلدين اتسمت بالهدوء حتى الآن، حيث لم تعط نيودلهي أو إسلام أباد أي مؤشر على المحادثات المقررة تواجه أي تهديد. وفي باكستان، قال مستشار شريف للشؤون الخارجية، سارتاج عزيز، في مقابلة إذاعية إن باكستان ترغب في تعزيز التحسن في علاقاتها مع الهند، ونددت وزارة الخارجية بالباكستانية بالهجوم. ردود الفعل في الهند كانت أيضا هادئة، وبالرغم من أن كل الأحزاب السياسية نددت بالهجمات، فإنه لم تصدر أي مطالبات فورية بإلغاء الحكومة المحادثات مع باكستان. في السابق، عندما كان في المعارضة، انتقد حزب مودي (بهاراتيا جاناتا) اليميني بشدة الانخراط في محادثات مع باكستان، بقوله إن المحادثات والإرهاب لا ينبغي أن يسيرا جنبا إلى جنب، حد تعبيره. وينظر الكثيرون في الهند إلى الهجوم على أنه محاولة لوقف التقدم الأخير في علاقة بلادهم مع منافستها باكستان، وقالت الشرطة إنها تحقق فيما إذا كان المسلحون أتوا من الشطر الهندي من كشمير، الذي يشن فيه المتمردون هجمات بشكل دوري، أم من باكستان. جاء مقتل 7 جنود هنود بالرغم من أن تقارير استخباراتية حذرت من هجوم إرهابي محتمل على منشآت عسكرية في باثانكوت، وقال بيان لوزارة الدفاع أمس، إنه بناء على التقارير الاستخباراتية استعدت القوات الجوية لإحباط أي هجوم.