زوجتي متفائلة دائما، وتردد مقولة الشاعر التركي ناظم حكمت أن "أجمل أيام حياتنا لم تأت بعد"، التي قالها وهو في سجنه كي يشد أزره، كما أن زوجتي تفرط في التفاؤل، وتنفق ببذخ، حيث تنتظر الغد محملا بثروة تهبط علينا من السماء مثلا. أرى أن تصرفات زوجتي نوعا من الجنون والسفه، وأطالبها بالتدبير والاقتصاد في مصاريف البيت، وأذكّرها بما فعله سيدنا يوسف عليه السلام، حين نصح بالتوفير والتدبير، لكن زوجتي ما زالت على عاداتها السيئة في الإنفاق، حتى أوشكت على الإفلاس، وبدلا من مساندتي والحد من الإنفاق، وجدتها تقترح على العمل فترة أخرى، وقالت لي: "الحياة صعبة ويجب أن تبحث عن عمل آخر"، فقلت لها ما رأيك في التقليل من مصروفاتك بعض الشيء، لأنه لا يوجد لديّ وقت للعمل فترة أخرى. لم أعد قادرا على التعامل مع زوجتي، لدينا طفل واحد، وتظن أننا ننفق على 12 طفلا، وهيّ لا تشعر بمعاناتي المالية إطلاقا، فنصحتني حماتي بشيء لم يخطر على بالي، بألا أخبر زوجتي عن أي علاوات أو مكافآت تأتيني، وأعطيها راتبي كله، على أن أخصم مصروفي ويكون معقولا، وأتركها تنفق بنفسها وتسدد الالتزامات، ويكون لديها الحرية في الإنفاق وعمل ميزانية مناسبة للبيت، لكن زوجتي رفضت بشدة، بحجة أنها لا تريد إزعاج عقلها بمصاريف البيت والميزانية العقيمة.