لم تخمد ثورة الإضرابات العمالية في مصر عقب ثورة 25 يناير، خاصة وأنه لم يتم الاستجابة لأي من مطالبهم التي كانوا يتمنون أن يتم تلبيتها خاصة بعد الثورة، وإنما يتم اللجوء إلى التسكين مع عدم تقديم حل جذري، ليقف يقف العامل مهروسًا، مؤديًا دوره، كترس في آلة لا يفترض بها أن تشعر. وسنقدم في هذا التقرير عرضًا للإضرابات في عام 2012 على النحو التالي: - 8 يناير 2012، نظم عمال مصنع تعبئة الغاز بدسوق إضرابًا عن العمل، وافترشوا فناء المصنع، ورددوا هتافات مناهضة للإدارة، مطالبين بزيادة مرتباتهم، إذ أن مرتب العامل منهم يبلغ 500 جنيه، في حين أن العمال ببقية الشركات تصل مرتباتهم إلى 1000 جنيه. - 19 يناير 2012، أضرب قرابة 600 عامل بشركة سان مصر التابعة لوزارة البترول بأبور ديس، عن الطعام، اعتراضاً على عدم تثبيتهم، وساءت حالة بعضهم، وتم نقلهم للمستشفى، وطالبوا بالحصول على حقوقهم المنهوبة، أسوة بعمال شركة أبيسكو التي تم ضمها لشركة بتروبيل. - 22 يناير 2012، دخل أكثر من 800 عامل بشركة أبو قير للأسمدة بالأسكندرية، في إضراب كامل، مطالبين بتعديل العقود التي أبرموها، ولم يكن ذلك الإضراب هو الأول للعمال، لكنه كان الأكبر، واستجابت لهم الشركة، وهدأت من روعهم، وحققت لهم مطلبهم بصورة جزيئة. - 31 يناير 2012، اعترض أكثر من 250 عاملاً من عمال شركة النساجون الشرقيون بالعاشر من رمضان، على إقرار 25 جنيهًا كعلاوة لهم فقط، مطالبين برفع الأجور بشكل عام، وزيادة العلاوة السنوية بشكل خاص. - 21 فبراير2012، أضرب عمال ميناء القاهرة الجوي، داخل صالات الشحن الجوي بمنطقة الوارد بمطار القاهرة الدولي، لعدم قيام الشركة بضمهم إليها، وطالبوا بالالتفات إليهم في ناحية الرعاية الصحية، والتأمينات الاجتماعية، كما طالبوا بتثبيتهم. - 27 فبراير، قام 540 عاملاً بمشروع توشكى بأسوان بالإضراب عن العمل، اعتراضاً على ما وصفوه بالفساد المالي والإداري في المشروع، وقاموا بتصعيد الإضراب لدرجة أنهم قاموا بقطع المياه والمرافق الأساسية عن مكتب واستراحة مهندس المشروع. - 28 فبراير2012، بدعوات من النقابة العامة للعاملين بالمحاكم والنيابات، نظم عمال المحاكم إضرابًا عامًا، لتنفيذ نحو 25 طلبًا ترتكز على تحسين الأوضاع المالية لموظفي المحاكم وفصلهم ماليًا وإداريًا عن القضاء، وتثبيت العمالة المؤقتة، وتعيين أبناء العاملين وضمان التعامل الراقي من قبل القضاة للموظفين وبصورة آدمية، وتوفير الرعاية الصحية والترفيه والمصايف لهم مثل القضاة. - 29 فبراير 2012، أضرب عمال منجم السكري بمرسى علم، عن العمل، لما يلاقونه من إجحاف في حقوقهم، وتوقف عمل المنجم بشكل تام، إذ شارك في الإضراب عمال التعدين والتفجير والسائقين والمخازن والجيولوجيا والصيانة والأمن، وكان مطلبهم الأساسي: تحسين أحوالهم المعيشية. - 4 مارس 2012، أوقف عمال السكك الحديدية في محافظة المنيا عمل قطارات الصعيد عن العمل، وقالوا وقتذاك:"إنهم لن يفضوا اعتصامهم إلا بعد الاستجابة لمطالبهم المشروعة، إذ طلبت هيئة السكك الحديدية أن تستقطع من العاملين نصف المرتب تقريباً، كما أن الحافز الموعودين به، لم يتم صرفه، وهو ما تسبب في قيامهم بالإضراب، الذي تم تعليقه بعد أن استجابت لهم الهيئة. - 4 مارس 2012، نظم مئات العمال في شركة قنا للري إضرابًا عن العمل لتجاهل مطالبهم التي تتركز في: صرف أرباح الشهرين الماضيين وصرف نسبة 50% التي حصلت عليها بقية المحافظات وضم مؤهلات العاملين بالشركة وإنهاء إجراءات تأسيس نقابة العاملين، ومراجعة حساب أساسي المرتب للعاملين بالشركة، وصرف تذاكر السفر الإضافية أسوة بمحافظة أسوان. - 10 مارس 2012، في بورسعيد، قام نحو 700 عامل بالحاويات بمنطقة شرق بورسعيد، بتنظيم إضراب تام عن العمل، تسبب في شلل كامل، وكانت مطالبهم التي دفعتهم للإضراب هي حقوقهم المالية المهدرة منذ أكثر من 7 سنوات، بالإضافة لسوء المعاملة من قبل المقاول الذي تعاقد مع شركة قناةالسويس للحاويات. - 12 مارس 2012، هدد شركة الأسكندرية للإضافات البترولية "أكبا"، إحدى شركات قطاع البترول، بتشريد حوالي 300 أسرة، وفصلهم من أعمالهم، لينظم العمال إضرابا تسبب لهم في إعياء شديد، وطالبوا بتحسين أوضاع الشركة التي تتعرض للخسارة منذ أكثر من 12 عاماً، فيما يعد إهدارًا للمال العام. - 13 مارس 2012، الطب يدخل حيز الإضراب، حيث أضرب عمال المستشفيات الجامعية في أسيوط عن العمل، الأمر الذي أدى إلى أزمة عنيفة حينها، لتكدس المرضى، وردد المضربون هتافات مناهضة لمدير المستشفى، وطالبوا برفع حافز الإثابة من 150% إلى 200%. - 24 مارس 2012، قام المئات من عمال النظافة بالإضراب عن العمل، وتجمهروا في منطقة الدقي، وكان مطلبهم الأساسي الحصول على حافز 200%، والمطالبة بعودة بند الجهود المالية لهم، وصدور قرار فوري بزيادة بدل العدوى من وزارة المالية، وكذلك توزيع أرباح الهيئة على العاملين، وبعد مشاورات مع المحافظة، تم فض الإضراب. - 17 مارس 2012، كان الإضراب الأشد عنفاً، إذ قام به عصب الحياة في القاهرة الكبرى، عمال هيئة النقل العام، وكان المطلب الرئيسي للعمال، نقل تبعية هيئة النقل العام من محافظة القاهرة إلى وزارة النقل، وصرف مكافأة نهاية الخدمة بواقع 100 شهر بدلاً من 5 أشهر فقط، وتسبب الإضراب في خسائر فادحة وصلت بالملايين لهيئة النقل العام، وتم فض الإضراب بعد وعد السائقين بحل مشاكلهم. - 3 أبريل 2012، توقف عمال الصوامع في دمياط عن أداء عملهم، وعلقوا لافتات مطالبين فيها بتوفير حافز 200 %، وضم مدة الخدمة السابقة للذين تم تثبيتهم مؤخرًا، كما طالبوا بزيادة مكافأة نهاية الخدمة لجميع العاملين وتوفير معايير السلامة والمهنية لتشغيل الصوامع لحماية العاملين من الأمراض. - 10 أبريل 2012، عمال شركة الزيوت بالبحيرة، يضربون لمدة 20 يوماً، اعتراضاً في الأساس على فصل 6 من العمال بالشركة، مطالبين بزيادة الحوافز والمكافآت إلى جانب احتجاجهم على المعاملة السيئة من قبل رؤساء القطاعات بالشركة والمطالبة بتغييرهم، وتم إنهاء الإضراب بعد تحقيق بعض المطالب. - 18 أبريل 2012، دخل إضراب عمال شركة بتروجيت نطاقاً عنيفاً للضغط على عبد الله غراب وزير البترول، إكمالاً لمسلسل من الإضراب بدأ في مطلع عام 2011، بعد أن تم فصل أكثر من ألف عامل بالشركة، وكان المطلب الرئيسي للمضربين عن الطعام، إعادتهم لأعمالهم، لأن فصلهم تم بأسلوب تعسفي مخالف للقانون بحسب تأكيد المفصولين. - 24 أبريل 2012، عمال شركة بشاي، يقومون بإعادة إضرابهم من جديد، اعتراضاً على عدم تنفيذ مطالب إضرابهم الأول، وكان عمال الشركة قد احتجزوا رئيس مجلس الإدارة، وقدم نواب الشعب استجواباً لحل الأزمة، التي ظلت قائمة، إذ وصلت مطالبهم إلى19 مطلبًا، أهمها عودة العمال الذين تم فصلهم، ورفع الأجور، ووضع حد أدنى للمرتب الأساسي لا يقل عن 1200جنيه مع مراعاة الأقدمية، وتعديل عقود العمل، وصرف أرباح سنوية لا تقل عن عشرة أشهر. - 1 مايو 2012، في عيد العمال، كانت أحدث الإضرابات، إذ قام عمال مستشفى أبو سمبل، التي تبعد عن أسوان 280 كيلو مترا، بعمل إضراب عن العمل اعتراضاً على عدم تنفيذ قرار وزاري يقضي بحصولهم على حافز الإثابة، مطالبين بالحصول على بعض الامتيازات المادية الأخرى، نظراً لأن المستشفى تقع في منطقة نائية.