جسدت جنازتا الشهيدين جابر صلاح، عضو حركة «6 أبريل»، وإسلام مسعود، عضو الإخوان المسلمين، حالة الانقسام والاستقطاب والمواجهة التى تعيشها مصر منذ إصدار الرئيس محمد مرسى إعلاناً دستورياً، يمنحه وقراراته حصانة فى مواجهة الطعن والإلغاء. فى القاهرة، شيع أمس الآلاف من المتظاهرين بميدان التحرير جثمان شهيد أحداث محمد محمود، جابر صلاح جابر» الشهير ب«جيكا»، وسط هتافات «الشعب يريد إسقاط النظام» وطافوا بنعشه الملفوف بعلم مصر شارع محمد محمود، بناء على وصيته. وشارك فى الجنازة عدد من الرموز السياسية بينهم الدكتور محمد البرادعى. وقال والد الشهيد ل«الوطن»: إنه لن يترك دماء «جيكا»، وسيكمل مشواره القانونى ضد «محمد مرسى» ووزير الداخلية. ووجهت أسرة «جيكا» فى تحقيقات النيابة تهمة «القتل بالترك» إلى الدكتور محمد مرسى، رئيس الجمهورية، والدكتور هشام قنديل واللواء أحمد جمال الدين، وزير الداخلية، ومدير أمن القاهرة، كما اتهمت قائد قوات الأمن المركزى والضباط المكلفين بفض الاشتباكات فى شارع محمد محمود بالقتل العمد. وذكرت مصادر أن مسئولى مستشفى قصر العينى تلقوا أمس تعليمات برفع أجهزة التنفس الصناعى عن «جيكا»، بعد 3 أيام من وفاته «إكلينيكياً»، والذى تزامن الإعلان الرسمى عن وفاته مع الإعلان عن وفاة إسلام مسعود، الشاب الإخوانى فى دمنهور، غير أن مسئولاً بمستشفى قصر العينى القديم، قال ل«الوطن»: «ما يتردد عن نزع المستشفى أجهزة التنفس من جثمان جابر لتتزامن وفاته مع شهيد الإخوان هو أمر عار عن الصحة». وفى دمنهور، ودع الآلاف من قيادات وأعضاء جماعة الإخوان المسلمين وأهالى المدينة، إسلام فتحى مسعود 15 سنة، الطالب بالصف الثانى الثانوى، الذى توفى أمس الأول فى اشتباكات ميدان الساعة. وردد الإخوان هتافات «يا إسلام نام وارتاح وإحنا نكمل الكفاح»، ورفعوا لافتات مكتوباً عليها «شهيد شباب الإخوان المسلمين»، وقالت الجماعة بدمنهور فى بيان إن الفلول هم المسئولون. وحمل أحمد مسعود، شقيق إسلام، جماعة الإخوان المسلمين مسئولية دماء أخيه، وقال فى تصريحات أمس الأول: «إنها فى رقبة الجماعة؛ لأن تكليفه وهو لا يتجاوز 15 سنة، بتأمين مقر الجماعة فى ميدان الساعة أمر غير مقبول وغير مبرر». وتراجع عن ذلك، أمس، قائلا ل«الوطن»: «قلت ما قلت بناء على كلام خطأ وصلنى من أصدقاء إسلام». ووجه النائب الإخوانى، خالد القمحاوى، عضو مجلس الشورى عن حزب الحرية والعدالة، اتهاماً مباشراً للمحامى العام لنيابات دمنهور بالتورط فى مقتل «إسلام» بعد إخلائه سبيل عدد من البلطجية.