تأخرت فى عملى بالمستشفى فى ذلك اليوم ثم ذهبت إلى «ميتنج» تنظمه إحدى شركات الأدوية، حضرت المحاضرة وتناولت الغداء غير الشهى وذهبت إلى المنزل.. كانت زوجتى العزيزة فى انتظارى متقمصة دور وكيل أول نيابة مدينة نصر. س: إيه اللى أخرك؟ ج: أنا روحت «ميتنج» بعد المستشفى واتغ... س: كمااااااان.. ما شاء الله.. يعنى روحت اتغديت بره وسايبنى مستنياك نتغدا سوا.. ما هو مش على بالك طبعاً.. طب حتى كلمنى.. طب قول إنك مش جاى.. طب عرّفنى.. طب رد على التليفون لما كلمتك.. رد عليّاااااااااااا ج: إحم إحم.. حضرتك والله يا سيادة الوكيل.. قاطعتنى غاضبة: انت كمان جايلك عين تتريق ومش محترم مشاعرى.. رددت بهدوء وابتسامة خفيفة: ليه بس يا حبيبتى.. ده حتى أكلهم وحش جداً ووحشنى أكلك وهتغدى معاكى بردو (سامحنى يارب.. الكدب المباح). - أضافت فى غضب: وليه تتغدى ما هو انت أكلت بره.. وعلى رأى ماما.. الراجل اللى... - قاطعتها بسرعة: ماما.. حماتى.. طب خلاص أنا عرفت إننا هنتخانق.. تحبى نتخانق حالاً ولا تسمحى أحط الشنطة وأغير هدومى؟ - ردت ساخطة: هزر واضحك واتريق ولا كأنك عملت مصيبة.. وسايبنى معرفش عنك حاجة طول اليوم.. وواقفة أطبخ من الصبح.. - آسف يا حبيبتى.. معلش.. سورى.. حقك عليّا.. ممكن أغير هدومى.. وأدخل الشنطة جوه؟ - شنطة إيه دى؟ - شنطة «الميتنج» اتفضليها.. هدية منى ليكى يا روحى. - قامت بفتح الشنطة وكانت الصاعقة الكبرى حيث تغير لون وجهها إلى اللون الأحمر وصرخت: نعم نعم نعم.. ياسمين مين دى يا حبيبى؟! - سألتها فى تعجب: ياسمين مين؟ - أنا اللى بسأل مش انت؟ فيه كارت عليه اسم دكتورة ياسمين.. ينهار أسود - ابتسمت محاولاً التخفيف من الأمر وداعياً الله فى سرى: يا رب ما تفتكر والنبى يا رب: اااااه دى تلاقيها تقريباً اتبدلت مع شنطة ياسمين زميلتى.. كانت فى «الميتنج» قاعدة جنبى يمكن الشنط اتلخبطت. - ليه بس يا حبيبتى نهار أسود ليه؟! إن شاء الله ليلة كويسة.. - مش ياسمين دى اللى كنت خاطبها زمان.. زميلتك هيه دى صح؟ رد عليا هيه ولا مش هيّا؟ - طيب مانتى مش مديانى فرصة أرد ولا أنطق.. لا مش هيّا طبعاً.. هوه كوكب الأرض مافيهوش غير ياسمين واحدة؟ - ردت بنصف تكشيرة: هحاول أصدقك.. ولو إن ماما بتقول مثل.. يا مأمنة للرجال يا مأمنة للميّه فى الغربال.. - رديت بابتسامة صفراء: ماما تانى.. ما بلاش السيرة ال... - قاطعتنى بغضب: إيه.. مالها ماما.. انت كمان مش عاجباك ماما.. دى أمى وكف... - قاطعتها بينما أجرى من أمامها قبل أن تتذكر سبباً جديداً لاستكمال المعركة: حماتى حبيبتى.. دى كفاية إنها اللى جابتك يا روح قلبى.. وأضفت فى تمتمات غير مفهومة (وربنا أعلم باللى فى قلبى). ثم التفت لها من خلف باب الغرفة: حبيبتى.. وانتى بتفتشى جيب الجاكت هتلاقى الشيكولاته اللى بتحبيها.. عديت جبتهالك.. - اتسعت ابتسامتها ونسيت الخناقة فوراً.. متسائلة: بجد افتكرت وعديت جبتها؟ - طبعاً يا حبيبتى هوه أنا ليا غيرك.. ده انتى بطين قلبى الأيسر ذات نفسه.! - ربنا يخليك ليا يا حبيبى. - بالهنا والشفا يا روحى.. وجبتلك واحدة بس.. مش توفير.. ابسلوتلى.. ده عشان ماتبوظيش الدايت بس.