حالة من عدم الاستقرار يشهدها الموسم السينمائى لعيد الأضحى، مع عدم وضوح الرؤية بالنسبة لخريطة أفلام الموسم، رغم الإعلان عن طرح عدد من الأفلام، فإن منتجيها أعلنوا ترددهم مع بداية العد التنازلى للمشاركات، فى الوقت نفسه استغل صناع الأفلام الوقت للانتهاء من التفاصيل النهائية للأعمال والمواد الدعائية، استعداداً لموسم ما زال غامضاً. الأفلام المؤكد طرحها حتى الآن تكشف سيطرة الأسرة «السبكية» على الموسم، بعد الإعلان نهائياً عن طرح أفلام «من ضهر راجل»، و«عيال حريفة» إنتاج أحمد السبكى، و«أهواك»، من إنتاج محمد السبكى، بينما يواجه فيلم «الليلة الكبيرة» مصيراً غامضاً بين العرض، أو التأجيل لموسم إجازة منتصف العام، رغم إعلان أحمد السبكى قبل شهر عن طرحه قبل الموسم المقبل بأسبوعين، وعلى الجانب الآخر لم يتم تحديد موعد بدء تصوير فيلم «أبوشنب» للفنانة ياسمين عبدالعزيز، الذى يحمل هو الآخر توقيع أحمد السبكى، وكان مقرراً عرضه هذا الموسم، ولكن تأجيل التصوير لأكثر من شهرين حال دون ذلك. خروج «أبوشنب» دفع ب«عيال حريفة» لدور العرض.. و«الليلة الكبيرة» مهدد بالانسحاب وفى الوقت الذى كان مقرراً فيه طرح فيلم «عمود فقرى» للمخرج إبرام نشأت، خلال الموسم المقبل، يواجه العمل مصيراً مجهولاً بعد تأكيد الفنانة علا غانم عدم انتهائها من تصوير كامل مشاهدها بالفيلم، مما يجعله غير جاهز للمشاركة فى عيد الأضحى، وبالنسبة لفيلم «سعيكم مشكور يا برو» للمخرج عادل أديب، فمن المقرر طرحه قبل موسم عيد الأضحى، والفيلم أجيز من قبل جهاز الرقابة دون حذف، بعد أن أوضح «أديب» أنه طالب الرقابة بتصنيف الفيلم تحت الإشراف العائلى. ويشهد الموسم طرح المنتج السينمائى محمد السبكى فيلم «أهواك» للمطرب تامر حسنى، وإخراج محمد سامى، وأكد «السبكى» ل«الوطن»، أنه يعمل على الانتهاء من كافة التفاصيل الخاصة بالفيلم بشكل كامل، استعداداً لطرحه فى الموسم المقبل، مشيراً إلى أن الفيلم لا يختلف من جهة التوزيع عن غيره من الأفلام، ونفى أن يواجه العمل أزمات خلال عرضه، وعن المنافسة فى الموسم أكد أنه لا منافسة بينه وبين أحمد السبكى أو أى منتج آخر لأن السوق تتسع للجميع. وأكد المنتج أحمد السبكى ل«الوطن» أنه يستعد لخوض موسم عيد الأضحى بفيلمى «من ضهر راجل»، للفنان آسر ياسين، والمخرج كريم السبكى، بالإضافة إلى فيلم «عيال حريفة» بدلاً من فيلم «أبوشنب» الذى تم تأجيله بسبب تأخر تصويره. هشام عبدالخالق: غياب النجوم سبب ضعف الموسم الصيفى.. وما يحدث فى السينما «تهريج» وقال «السبكى»: «فيما يتعلق بفيلم «الليلة الكبيرة» للمخرج سامح عبدالعزيز، فلم أستقر على موعد طرحه بعد، فهناك نية لتأجيله وأخرى طرحه خلال 10 أيام». وحول مشاركته بفيلمين خلال الموسم المقبل، قال أحمد السبكى: «أنا لا أخشى المنافسة بين العملين، فكل منهما منفصل عن الآخر، ولكل منهما جمهور مختلف، وفى النهاية السينما تقدم أذواقاً مختلفة». وانتقد المنتج جابى خورى، ما وصفه ب«حالة التخبط» فى طرح الأفلام خلال الموسم السينمائى، قائلاً: «فى السينما العالمية يحدد موعد طرح الأفلام قبلها بفترة طويلة، ومن غير الطبيعى أن تفصلنا أيام معدودة عن موسم سينمائى مهم كعيد الأضحى، ولم يتم الاستقرار بعد على الأفلام المطروحة، لنفاجأ بأفلام تنسحب وأفلام أخرى تشارك خلال أيام قليلة، والسبب وراء هذا هو عدم وجود خريطة سينمائية واضحة للموسم قبل بدايته». أحمد السبكى: اختلاف أذواق الجمهور يمنحنى القدرة على منافسة نفسى وقال الناقد السينمائى مجدى الطيب: «يقف كافة الموزعين والمنتجين وغرفة صناعة السينما، وراء حالة التخبط التى تحدث كل موسم، وهو ما يدل على عدم معرفتهم بعلم التخطيط أو الإدارة، لنجد أفلاماً كثيرة غير مناسبة للمواسم السينمائية، وأخرى كان معلناً عنها غير موجودة، مقابل طرح فيلم آخر، فليس من الطبيعى أن تكون هناك مواسم تضم من 6 إلى 8 أعمال، مقابل موسم مثل عيد الأضحى يقدم 3 أعمال فقط، وهى التى تم الاستقرار عليها حتى الآن، بالمقياس نفسه لا أعلم ما الذى جمع «الشامى على المغربى» فلا يستطيع الموسم أن يستوعب فيلم «من ضهر راجل»، مع «عيال حريفة»، خاصة أن الأفلام ذات الحس التجارى التى تميل للهبوط والابتذال، تكتسح أمام الأفلام ذات الحس الفنى، التى تتعرض لظلم صارخ، ومن الضرورى عرضها فى موسم آخر، وأنا لا أتنبأ بتفوق «عيال حريفة»، ولكن يجب أن نضع فى الحسبان موسماً يليق بنوعية مختلفة من الأفلام، ونعرف ما يليق بالموسم والجمهور». ويرى المنتج أحمد بدوى، مدير شركة «نيو سنشرى»، أن الموسم السينمائى المقبل تقليدى وضعيف إلى حد كبير. وقال «بدوى»: «أنا غير متفائل بالموسم المقبل، فهو لا يضم أى عمل يوحى بمضمون مختلف، أو مفاجأة يتوقف عندها الجمهور، وأنا لا أعنى أنها أعمال سيئة، ولكنها ذات مستوى متوسط، تتناول مشاهد الرقص والتوليفة المعتادة». وعن عزوف عدد من المنتجين عن المشاركة فى الموسم بأعمال مختلفة، قال «بدوى»: «الموسم السينمائى المقبل لا يزيد على 4 أيام فقط، ويليه بدء الدراسة فى المدارس والجامعات المصرية، وهو ما يجعل منه موسماً قصيراً جداً بالرغم من أهميته، وبالتالى كان ذلك سبباً لتفكير المنتجين أكثر من مرة قبل خوض الموسم، ونحن كشركة نمتلك 5 مشاريع سينمائية مميزة، نستعد لطرحها بعد فترة، أهمها فيلم «قدرات غير عادية» للمخرج داود عبدالسيد». وفيما يتعلق بخريطة التوزيع السينمائى قال: «الموسم السينمائى يضم عدداً قليلاً من الأفلام، لهذا سيتم التعامل مع خريطة التوزيع بالطرق المعتادة، ومسألة التخبط حول مشاركة الأفلام أو انسحابها، هو أمر مألوف فى مصر والوطن العربى، خاصة مع الأفلام الصغيرة، أما بالنسبة للأفلام الكبيرة فيكون لها مواعيد طرح محددة ودقيقة». وقال المنتج والموزع هشام عبدالخالق، إن السينما تعانى الآن من مشاكل كبيرة ستؤدى إلى انهيارها إذا استمر الوضع بهذا الشكل، خاصة مع انشغال النجوم فى تقديم مسلسلات وبرامج خلال شهر رمضان، مما أدى إلى فراغ كبير فى السينما منذ بداية الموسم الصيفى، وتابع عبدالخالق قائلاً: «موسم عيد الأضحى تعرض لظلم كبير ومن غير المنطقى غياب النجوم عن الساحة السينمائية بهذا الشكل، مما أدى إلى سيطرة أفلام ضعيفة فنياً، لأنها النوعية الوحيدة التى يمكن العمل عليها فى مساحة زمنية قليلة». وفيما يتعلق بحالة التخبط فى عرض الأفلام من عدمه، انتقد عبدالخالق ما يحدث واصفاً إياه ب«التهريج»، وتابع: «عدم تقرير عرض الفيلم فى السينما وترك القرار للوقت الأخير لا يحدث فى بلد لديه صناعة سينما محترمة، فيلم «الليلة الكبيرة» تم تحديد أكثر من ثلاثة مواعيد لعرضه تلغى جميعها فى الفترة الأخيرة وهو شىء غير منطقى بالمرة». وأشار المنتج محسن البغدادى، مدير شركة «النصر» للتوزيع، إلى أن عدم الاستقرار على خريطة التوزيع النهائية للأفلام المشاركة فى موسم عيد الأضحى، يرجع لحالة التذبذب الواضحة لدى المنتجين فى اتخاذ قرارات نهائية حول طرح الأفلام. ووصف «البغدادى» الموسم السينمائى ب«الضعيف»، مرجعاً ذلك لغياب عدد كبير من النجوم عن الساحة، بعد مشاركتهم فى أعمال الدراما الرمضانية التى استنفدت طاقاتهم. وفيما يتعلق بضعف الإنتاج السينمائى قال البغدادى: «الإنتاج متفاوت فى الكم بشكل كبير، ما بين الصعود والهبوط، خاصة فى وجود مشاكل تهدد المنتجين، أهمها القرصنة عن طريق الإنترنت، والقنوات التليفزيونية التى تعرض الأفلام الجديدة، ومن الضرورى أن يتخذ فاروق صبرى، رئيس غرفة صناعة السينما، إجراءات حاسمة تجاه تلك المشكلة».
