تدق قلوبهن بسرعة من شدة الخوف، يصعدن على المنصة واحدة تلو الأخرى، يترجَّلن يميناً ويساراً وهن يبتسمن لعدسات الكاميرا، يحيط بالمنصة شخصيات مرموقة من الصحفيين والمصورين والفنانين والشخصيات العامة، ما إن يلمحن نظرات الرضا فى عيون الحضور حتى يقفن بثقة رافعات رؤوسهن، فرغم أنهن من ذوات القدرات الخاصة، فإنهن نحجن مثلهن مثل الأسوياء فى تقديم عرض أزياء حظى بإعجاب الحضور. هكذا تتخيل ذوات الاحتياجات الخاصة اللاتى تم اختيارهن للمشاركة فى تقديم عرض أزياء بالإسكندرية، اليوم الذى ينتظرنه بفارغ صبر، يحلمن بتقديم عرض متميز يلفت إليهن انتباه الحضور وكاميرات المصورين، ليتفوقن على عارضات الأزياء وملكات جمال مصر، اللاتى سيشاركن فى العرض المقرر إقامته فى أحد الفنادق بالإسكندرية فى أكتوبر المقبل، على أن يخصص عائد الحفل للجمعيات الخيرية. «أجمل حاجة لما تبقى مشهور والناس كلها تشاور عليك»، قالتها والدة عبير (23 سنة) إحدى المشاركات بالعرض، كون الفتاة العشرينية من أصحاب الاحتياجات الخاصة لم يمنعها من حضور البروفات يومياً وبذل مجهود شاق ليخرج العرض لائقاً، بحسب قول الأم: «لما اتعرض علينا كانت متحمسة جداً خصوصاً أن الدخل هيروح لصالح جمعيات خيرية»، لم تتردد الأم فى المشاركة فى العرض بعد أن أكد لها القائمون على العرض أنه سيكون نقطة تحول فارقة فى حالة ابنتها النفسية: «بتتفرج كل يوم على مجلات وقنوات للأزياء والموضة ومتحمسة للفكرة جداً»، ما زالت الأم تحاول إقناع والدها على استمرار «عبير» فى المشاركة فى العرض لأنه يرفض استمرار مشاركة ابنته فى هذا المجال خوفاً عليها: «هو خايف عليها من اهتمامها الزائد وإعجابها بالفكرة خصوصاً أن فكرة العرض ليست دائمة». الفكرة مقتبسة من أوروبا وبدأ الإعداد لها فى مصر، وحسب محمود غالى، أحد مصممى عرض الأزياء: «تحمست للفكرة وكل اللى هيشارك مصممين أزياء أو عارضات متطوعون بدون أجر»، مشيراً إلى أنه من بين حضور الحفل ملكات جمال مصر السابقات وبعض العارضات المحترفات إلى جوار عارضات من أصحاب الاحتياجات الخاصة: «لازم الناس تهتم بيهم ولازم يشاركوا فى مجال الطب والعلم والأزياء والموضة»، مضيفاً أنه لا يجب أن يشعر ذوات الاحتياجات الخاصة أنهن أقل من باقى المشاركات من حيث الأداء والظهور على منصة العرض: «بدأنا فى البروفات وتفصيل الفساتين وهيبقى فيه فنانين لإحياء الحفل ومشاهير والحفل هيكون مفاجأة للكل».
