اكتشفت شركة "إيني" الإيطالية أمس حقل غاز طبيعي عملاق قبالة سواحل مصر، معتبرةً أن الحقل هو الأكبر على الإطلاق الذي يكتشف في البحر المتوسط، وهو ما نتج عنه ردود أفعال إيجابية تجاه هذا الخبر السار، فأوضح خبراء الاقتصاد أن مثل هذا الاكتشاف سيكون كفيلا بحل أزمات عديدة وعلى رأسها الكهرباء، معتبرين أن الطاقة هي رمز التنمية في مصر. وقال رشاد عبده، الخبير الاقتصادي، إنه لا يوجد تنمية بدون طاقة، موضحًا أن الفترة الماضية شهدت انخفاضًا في الصادرات، مع تعطل العديد من المصانع لانخفاض الطاقة، وعلى رأسها الغاز الطبيعي، مشيرًا إلى أن الغاز يمثل التنمية في كل المجالات، إضافةً إلى تشغيل المصانع. وأضاف عبده، في تصريحاته ل"الوطن"، أن أكثر المشروعات التي قدمت في المؤتمر الاقتصادي كانت متعلقة بالطاقة، وبالتالي ستؤثر توافر الطاقة بالإيجاب على نمو مصر دون مد اليد للخارج، مبينًا أنه باكتشاف حقل الغاز سيتوفر مصدر للاكتفاء الذاتي. وأشار الخبير الاقتصادي إلى أنه لابد من البحث عن الطاقة الشمسية، كونها ثاني أفضل مجال خصب لإنتاج الطاقة، لأن الغاز والبترول يعتبران من الطاقة غير المتجددة، كما سيوفر على الدولة استيراد السماد، والذي كان من المقرر استيراده حسب تصريحات وزير الزراعة. أما فخري الفقي، خبير الاقتصاد الدولي، فقال إن الحقل الذي اُكتشف موجود منذ الماضي، إلا أنه كان في حاجة لمزيد من الاستثمارات، والمزيد من التطوير، موضحًا أن شركة "إيني" متواجدة في مصر منذ فترة، ومشيرًا إلى أن عمليات تطوير الحقول والتنقيب توقفت بسبب ديون الحكومة المصرية للشركات الأجنبية، ومن هذه الشركات الشركة البريطانية للغاز، وشركة "إيني" الايطالية. وأضاف الفقي، في تصريحاته ل"الوطن"، أن الحكومة سددت جزءًا من ديونها للشركات، وهو ما أدى لعودة عمليات التنقيب، والكشف عن مصادر الطاقة، وتطوير الحقول، وحفر آبار أكثر، وأشار إلى أن استخراج احتياطي أكبر سيحل مشكلات عديدة، خصوصًا في مجال الكهرباء، موضحًا أن معظم محطات الكهرباء تعمل بالغاز الطبيعي، وستؤثر بشكل إيجابي على أزمة الكهرباء.
