مرة أخرى يطل السياسى المصرى محمد البرادعى من نافذة موقع التواصل الاجتماعى «تويتر»، خلال الأيام الأخيرة، موجهاً تغريداته للجميع من خلال المنصة التى أكثر استخدامها، بما عاد بالنقد على نائب رئيس الجمهورية «المستقيل» اعتراضاً على فض اعتصام أنصار الإخوان فى 2013، لبُعده عن الواقع واعتماده على منصة إلكترونية افتراضية.«حتى من منطلق عقلانى فقط: عندما نجهض حلم الشباب ونقمعهم ونرمى بهم فى السجون فنحن أيضاً نقضى على مستقبل وطن #حريتهم_هى_حريتنا» هى آخر تغريدة لرئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية السابق، الذى لعب دوراً مهماً فى الإطاحة بنظامى «مبارك» و«الإخوان»، كما أطاح بحسب البعض بمستقبله السياسى عند استقالته من منصب نائب رئيس الجمهورية، اعتراضاً على فض اعتصامى «رابعة والنهضة».هكذا دأب «البرادعى»، الحائز على جائزة نوبل فى السلام، على أن يقدم نصائحه أو انتقاداته عبر مواقع التواصل الاجتماعى التى يستخدمها الشباب بكثرة، والتى أعلن عبرها اعتزاله السياسة، ومن خلالها عاد إلى مقعد الناصح لصانعى القرار فى مصر أو فى الشرق الأوسط والعالم.وعلى الرغم من تدويناته التى يرى فيها البعض تعاطفاً، ولو ضمنياً من جانبه مع «الإخوان» وأخواتها من جماعات «الإسلام السياسى»، مثل تلك التى كتبها فى الذكرى الأخيرة ل«فض رابعة والنهضة»، حين قال: «رحم الله الجميع وهدانا سواء السبيل»، إلا أن تدويناته لم تخلُ من هجوم عليهم أيضاً: «هناك شىء مدمر فى الفهم المتطرف للإسلام. الإدانة ومعالجة الظواهر فى غياب العدالة والفكر العقلانى والكرامة الإنسانية لم ولن تكون حلاً مستداماً».وما بين هذا وذاك يصر على التشبث بمبادئ وشعارات الثورة التى بشَّر بها أول مرة فى 2010، إذ تراه يقول: «يبدو أن البعض لم يفهم أن مطالبة الشعب بالعيش أولاً كان يقصد بها الأكل والشرب والصحة والتعليم والسكن بمعنى آخر الحد الأدنى فى الحياة كإنسان»، ثم يضيف فى موضع آخر: «لم يفهم البعض أن مطالبة الشعب بالكرامة الإنسانية تعنى حرية العقيدة والتعبير والحرية من الخوف والحرية من العوز وأن ما دون ذلك لغو فارغ».يحاول «البرادعى» إذن «بتويتاته» أو «تغريداته»، التى يوجهها من بعيد، استعادة «الثورة» التى حسبما يعتقد كثيرون ضيَّعها بتفضيله دور «المفكر والفيلسوف» على «السياسى»، وتأخره فى تأسيس الحزب الذى يقوده لتحقيق أهدافها فى «العيش والحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية»، بدلاً من أن تسقط فى يد «الإخوان وتجار الثورات والدين»، وهى مهمة تبدو الآن شديدة الصعوبة، إن لم تكن، «بعيدة المنال».