لا يختلف مستشفى حميات طنطا عن غيره من المستشفيات الحكومية والجامعية بمحافظة الغربية، فى الإهمال والتقصير فى العلاج وتقديم الخدمة الطبية للمرضى. حيث أكد السيد جابر، مرافق لأحد المرضى، أن العلاج داخل المستشفيات الحكومة، جميعها وليس مستشفى حميات طنطا فقط، رحلة من العذاب والمعاناة قد تكلف المريض حياته، لأنها باتت خرابات ومستنقع أمراض تصيب كل من يقترب منها. المبنى القديم مأوى للحشرات ومستنقع لمياه الصرف.. والحالى لم يكتمل.. ودورات المياه «غير آدمية» جيهان البكرى، زوجة أحد المرضى، تقول: «التقصير والإهمال فى العمل واللامبالاة، السمة الأساسية فى المستشفى، ما يجعل حياة المريض دائماً معرضة للخطر لو تغافل عنه أهله»، لافتة إلى عدم النظافة داخل المستشفى، وانبعاث روائح كريهة من دورات المياه، إلى جانب سوء معاملة من الأطباء والممرضات الذين يتركون المريض إلى أن تسوء حالته، وعدم احترامهم مواعيد الإشراف على المرضى، وغالبية الأسرّة دون ملايات، إلى جانب شراء بعض المستلزمات الطبية من الخارج من الصيدليات المجاورة للمستشفى حيث إن المستشفى لا يتوافر به جميع الأدوية والمستلزمات الطبيبة على النحو الأكمل. وأكد طبيب مسئول، رفض ذكر اسمه، أن المستوى المقدم من الخدمة الطبية للمرضى، بجميع المستشفيات الحكومية وليس الحميات فقط، لا يرقى لأدنى النظم الإنسانية، فالمرضى لا يجدون الأسرّة، وإن وجدوها لا يجدون الأطباء والممرضات. وقال: «إذا بحثت عن خدمة النظافة داخل المستشفيات ستشعر أنك داخل عنابر يسكن بها حيوانات وليس بشراً، فالحشرات فى كل مكان داخل المستشفيات الحكومية، وإذا بحثت عن الخدمات الطبية المقدمة ستجد أن المريض يشترى غالبية مستلزماته الطبية من الخارج بدءاً من الشاش والقطن حتى العلاج، وهذا كله يرجع إلى الإهمال فى توفير منظومة صحية تتناسب مع القيم الإنسانية وأيضا الجشع والطمع الذى يملأ نفوس بعض الأطباء الذين ينظرون إلى هذه المهنة على أنها (تجارة وبيزنس)، وأهملوا أعمالهم فى المستشفيات الحكومية، وأنشأوا لأنفسهم عيادات ومستشفيات خاصة»، وناشد الرئيس عبدالفتاح السيسى تطوير منظومة الصحة والاهتمام بها، فلن ينصلح حال الوطن إلا بجسم وعقل سليم. من جانبه، أكد الدكتور على الكيلانى، مدير مستشفى حميات طنطا، أن المستشفى يتوافر به كل أوجه الرعاية الطبية، ويتم تقديم جميع الخدمات الطبية إلى المرضى دون اللجوء إلى شراء أى مستلزمات طبية من الخارج، وجميع الأدوية متوافرة من محاليل ومضادات حيوية وغيرها، ورداً على ما يقوله المرضى بأن المستشفى يشوبه إهمال وتقصير فى العلاج، أوضح أن المرضى يريدون الأطباء تحت أقدامهم، وتخصيص طبيب لكل مريض يعمل على خدمته غير معقول، فالعيادات الخارجية وقسم الاستقبال بالمستشفى تستقبل يومياً نحو 1000 مريض. وأضاف أن المستشفى به 116 سريراً، و190 ممرضاً وممرضة، و50 طبيباً و20 نائباً، و13 إخصائى معمل، و22 نائب معمل، وقسم لإجراء الأشعة، ووحدة غسيل كلى لمرضى فيروس «b»، إلى جانب مركز لعلاج فيروس «c» تابع للمشروع القومى لعلاج مرضى الفيروسات الكبدية. ورداً على ما يقوله المرضى بأن المريض يُجبَر على التوجه إلى عيادات خاصة لأطباء مسئولين ودفع مبالغ كبيرة من أجل استمرار العلاج داخل المركز، أكد «الكيلانى» أنها أوهام فى عقول المرضى. وأشار «الكيلانى» إلى أن مدينة طنطا فى أشد الاحتياج إلى إنشاء مستشفى حميات آخر بجانب حميات طنطا وقسم الحميات بمستشفى المنشاوى العام بطنطا، فعدد الأسرّة قليل مقارنة بعدد المرضى، لافتاً إلى أن المبنى القديم بجوار مستشفى حميات طنطا على مساحة 3 آلاف متر تقريباً، تمت إزالته، وتحول إلى مأوى للحشرات ومستنقع لمياه الصرف الصحى، ورغم الدراسات والمذكرات التى تم تقديمها للمسئولين من أجل استغلال المكان وبنائه كمبنى «ب» مكون من 12 طابقاً، يساعد على توفير خدمة طبية للمرضى وتخفيف الضغط عن المبنى الحالى، دائماً تكون أعذار المسئولين عدم وجود موازنة لبناء مبنى آخر تابع لحميات طنطا. وكشف أن مستشفى حميات طنطا، منذ إنشائه منذ أكثر من 20 سنة، لم تستكمل التشطيبات به من قبل الشركة المنفذة، ولم تتسلمها الدولة حتى هذه اللحظة، بسبب خلافات بين الشركة المنفذة من جهة ووزارة الإسكان وإدارة التخطيط بالمحافظة من جهة أخرى، وهناك قضايا بينهما منظورة أمام القضاء منذ 15 سنة، ولم يبت فيها حتى الآن، ما أجبر إدارة المستشفى على ممارسة العمل داخل أقسام غير مجهزة على الوجه الأكمل، ودورات المياه بها غير آدمية، وإدارة المستشفى بذلت قصارى جهدها فى تجهيزها لكن كانت تقابلها صعوبات بسبب الاستخدام اليومى لها من قبل المرضى.