تتحرك «وفاء» بخطوات مسرعة على سلالم العقار الذى تسكن فيه بمنطقة مصر الجديدة لتتفادى تأخرها عن عملها فى شركة سياحة، اعتادت النزول مترجلة من شقتها فى الطابق الثالث، لكن وقوفها أمام شقة جارتها المغربية فى الطابق الثانى لتتأكد من وجود مفتاح غرفة مكتبها، جعلها تشعر بانبعاث رائحة كريهة من شقة جارتها خديجة بنت العربى بنت عمر النجاعى، فتحركت ناحية الباب وطرقت عليه عدة مرات لمعرفة أسباب انبعاث تلك الرائحة لكن دون مجيب فاضطرت للذهاب إلى عملها. تذكرت «وفاء» تلك الواقعة وهى فى طريق عودتها إلى المنزل فقررت الذهاب إلى جارتها لتقطع تلك الشكوك التى انتابتها، وعندما فشلت فى فتح باب جارتها استعانت بالجيران الذين حاولوا فتح الباب لكنهم قرروا فى النهاية عدم تحطيمه وإبلاغ الشرطة، فانتقلت قوة من شرطة مصر الجديدة إلى مكان البلاغ وتم التقابل مع حارس العقار، وكسر باب الشقة، وعثر على جثة المتوفاة خديجة بنت العربى بنت عمر النجاعى ملقاة على ظهرها وفى حالة تعفن، وتم إبلاغ النيابة لمباشرة التحقيقات. الرائحة الكريهة تقود إلى جثة الكوافيرة داخل شقتها فى مصر الجديدة عكف رجال المباحث وفريق نيابة حوادث شرق القاهرة الذى قاده المستشار إبراهيم أبوعقل، مدير نيابة حوادث شرق القاهرة، على فك الغموض الذى يكتنف تلك الواقعة، حيث رجحت معاينة النيابة مقتل تلك السيدة وذلك لوجود بعض الخدوش والجروح السطحية وبعض التمزقات بالجلد، والعثور على هاتفين بالمرحاض، أحدهما دون بطارية وشريحة، والثانى دون شريحة فقط، كما أوضحت معاينة شقة القتيلة غلق نوافذ الشقة وعدم وجود كسر فى الأبواب، وأن الجثة فى حالة تعفن ويخيم عليها اللون الأزرق، كما عثر على بقع دم فوق غطاء السرير بغرفة النوم والكومدينو والأرض، وعثر أيضاً على بعض الأوراق الخاصة بها داخل الشقة التى تسكن بها وهى عبارة عن دورين «دوبلكس» والدور الأول مكون من صالة، وحمام، والدور الثانى غرفة نوم وحمام، وصرحت النيابة بإشراف المستشار بكر أحمد بكر، رئيس نيابة حوادث شرق القاهرة الكلية، بدفن الجثة عقب التشريح ومخاطبة سفارة المغرب وإبلاغهم بالواقعة. النيابة تثير شكوكاً حول سبب الوفاة.. والمباحث: لا توجد شبهة جنائية تحريات المباحث التى أشرف عليها اللواء خالد عبدالعال، مساعد أول وزير الداخلية لقطاع أمن القاهرة، رجحت عدم وجود شبهة جنائية، خاصة أن تقرير الصفة التشريحية المبدئى كشف عن أن نتائج تشريح جثمان المتوفاة لم يثبت تعرضها للإصابة بأى آلة حادة أو آثار طلقات نارية، ولم يتوصل الطب الشرعى إلى تعرض جثمان المتوفاة إلى أى إصابات تسببت فى وفاتها وأن المتوفاة عثر على جثتها فى حالة تعفن. وأكدت تحريات المباحث التى أعدها الرائد أحمد الأنور معاون مباحث قسم شرطة مصر الجديدة، أن جيران المتوفاة خديجة بنت العربى بنت عمر النجاعى أقروا أنها كانت تعانى من هبوط فى ضغط الدم وتتعرض لسقوط مفاجئ بشكل مستمر بسبب تعرضها ل«دوار» ناتج عن هبوط ضغط الدم، وأنهم شاركوا عدة مرات فى إسعافها ونقلها إلى المستشفى، وأضافت التحريات التى أشرف عليها اللواء محمود فاروق، رئيس قطاع شرق القاهرة، أن المتوفاة كانت تعيش فى شقة بمفردها فى مصر الجديدة منذ 4 سنوات وأنها تعمل كوافيرة، وسبق لها الزواج من رجل مصرى لعدة أشهر ثم انفصلا وبعدها غادر زوجها شقتها منذ قرابة عامين وبعدها أقامت السيدة المغربية بمفردها وكانت تنزل بشكل شبه يومى إلى عملها فى كوافير يبعد عن شقتها أمتاراً قليلة لتقضى فيه أغلب ساعات اليوم. أقوال الجيران أثبتت أن المتوفاة كانت حسنة السير والسلوك، وأنها لم تتسبب فى أى مضايقات لجيرانها، وأنهم اكتشفوا واقعة وفاتها عندما شعروا بانبعاث رائحة كريهة من داخل شقتها فتجمع عدد من الجيران وطرقوا الباب محاولين إيقاظها لكشف أسباب انبعاث تلك الرائحة، وعندما طرقوا الباب عدة مرات لم يجبهم أحد، فتوجهوا إلى محل عملها وسألوا عنها صاحب محل ال«كوافير»، فأخبرهم أنها انقطعت عن العمل منذ قرابة 8 أيام، وأنه حاول الاتصال بها على هاتفها المحمول فى اليوم التالى لانقطاعها عن العمل فكان التليفون مفتوحاً لكنها لا تجيب، وبعد مرور ثلاثة أيام من غيابها عن العمل، تم إغلاق هاتفها المحمول، ولم يعرف عنها شيئاً. لا تزال أعمال الفحص وجمع التحريات جارية من أجل الوصول إلى معلومات ودلائل تفصل فى الجريمة بوجود شبهة جنائية من عدمه، لكن التحريات المبدئية تصب فى اتجاه عدم وجود شبهة جنائية فى تلك الجريمة، خاصة بعد أن أثبت تقرير الصفة التشريحية المبدئى عدم وجود إصابات فى جسد المتوفاة أدت إلى تدهور حالتها ووفاتها من جراء تلك الإصابة، وأن الطب الشرعى لم يتوصل إلى إثبات تعرض جثة المتوفاة للإصابة بأجسام صلبة أو طلقات نارية.