شهدت أكاديمية الشرطة، تنظيم فرقة تدريبية موسعة في إطار البرنامج التدريبي للضباط الجدد حديثي التخرج من الأكاديمية، بهدف إعدادهم لتحمل مسؤولياتهم وتزويدهم بالخبرات الميدانية المكثفة عمليًا ونظريًا بحيث يكونوا قدر المسؤولية لمساندة زملائهم من رجال الشرطة لمواجهة التحديات التي تشهدها المرحلة الراهنة. وشملت الفرقة التدريبية، التي تنظمها كلية التدريب والتنمية بقيادة اللواء هاني عبد اللطيف مدير الكلية، والتي جاءت تنفيذًا لتوجيهات اللواء مجدي عبد الغفار وزير الداخلية، بمحاضرات على مدار أسبوعين كاملين، وتناولت الإعداد الجيد لرجال الشرطة حديثي قبل العمل ميدانيًا، عدة محاضرات لتزويدهم بكافة الخبرات في شتى المجالات. وحرص اللواء كمال الدالي مساعد وزير الداخلية لقطاع مصلحة الأمن العام، على حضور حفل ختام الفرقة التدريبية للضباط حديثي التخرج والذي بلغ عددهم 1094 ضابطًا، مؤكدًا ضرورة التواصل مع المواطنين وحسن التعامل مع المواطنين وتذليل كافة العقبات امامهم وتسهيل حصولهم على كافة الخدمات الشرطية من أقسام الشرطة والإدارات الشرطية. وشارك في الفرقة التدريبية ضباط الامن المركزي، والذين شاركوا في عمليات تدريب الضباط حديثي التخرج داخل معاهد الأمن المركزي، لما لهم من خبرات واسعة في العمل الميداني، إضافة إلى تدريبهم نظريًا حول كيفية إدارة الأزمات والمهارات القانونية التي يحتاجها رجل الشرطة في عمله مثل كيفية الدفاع عن النفس وطرق استخدام السلاح في عمليات الدفاع. وشملت الفرقة تدريب رجال الشرطة على تحصين الفكر من التطرف وكيفية مواجهتها وتصويبها، وذلك من خلال عقد محاضرات لهم مع كبار علماء الدين المتخصصين في ذلك الشأن وعلى رأسهم الدكتور مختار جمعة وزير الأوقاف. وأكد الدكتور مختار جمعة وزير الأوقاف، أن الإسلام لم يحمل البشر على الدخول فيه، لافتًا إلى أن حمل الناس على دين واحد أمر مخالف لسنة الكون، موضحًا أن عملية الإيمان والكفر بين الإنسان وخالقه فالتعايش فى الوطن الواحد لا يفرق بين الديانات فهم متساوون فى الحقوق والواجبات. وتناول وزير الأوقاف بالشرح والتحليل عملية متاجرة الجماعات المتطرفة بقضية الخلافة مؤكداً أن الإسلام فى قضايا الحكم ترك لكل دولة ما يُصلح شأنها وتستقر به أحوال الناس بوضع إطار عام للنظام يحقق المقاصد الكلية لها، وشدد على أن إقامة العدل ومنع الظلم وقضاء حوائج الناس وحرية المعتقد أساس بناء الدولة القوية، مشيرا إلى أن مصر هى القلب النابض للعروبة والإسلام، ناصحًا الخريجين الجدد بقوله: "أنت تدافع عن دينك ووطنك". وأشاد الدكتور مختار جمعة، بدور الشرطة والقوات المسلحة وأدائهم الوطني الفاعل والتضحيات التي قدموها فى سبيل الوطن والشعب المصري تحت لواء قيادة سياسية رشيدة، وتابع أن أي دولة تتحول إلى جحيم بعد إسقاط الشرطة والجيش، لافتًا إلى أن الصراع سيكون بعد سقوطها على لقمة العيش، وشدد على أن الدفاع عن مصر هو الدفاع عن الدين والوطن والعرض والحياة وكذا عن المنطقة العربية بأكملها، ونصح فضيلته الضباط الجدد بإعلاء القانون وتحقيق المعادلة الصعبة وهى حسن معاملة المواطن مع إنفاذ القانون. ولم تقتصر محاضرات التوعية للضباط حديثي التخرج على الشأن الداخلي فقط، ولكن شملت أيضا ندوة موسعة بشأن دور السياسة الخارجية في حماية الأمن القومي المصري، والتي حاضرها السفير بدر عبد العاطي سفير مصر في ألمانيا والمتحدث الرسمي السابق لوزارة الخارجية. وأشاد عبد العاطي، ببطولات رجال الشرطة وأدائهم الوطني الفاعل والتضحيات التى قدموها لتحقيق الأمن والإستقرار للبلاد، وتحدث بالتفصيل عن دور وزارة الخارجية كمؤسسة وطنية لتنفيذ السياسة الخارجية المصرية وإهتمامها بالقضايا السياسية ذات الصلة بالأمن القومى ، حيث تُعد خط الدفاع الأول عن مصر من خلال السفارات المنتشرة لها بمختلف دول العالم. وأكد اللواء عمرو الأعصر مساعد وزير الداخلية ورئيس أكاديمية الشرطة، خلال الندوات التثقيفية، أن هدف تلك الندوة هو إعداد الضباط الخريجين للعمل مع زملائهم من ضباط الشرطة ومواجهة التحديات الأمنية، إضافة إلى تحصين الفكر من أي مدخلات فكرية متطرفة وكيفية مواجهتها وتصويبها. وأشاد بالنصائح والقيم والدروس المستفادة، التي جاءت في مضمون الندوات التي تم عقدها للضباط حديثي التخرج، مشيرًا إلى أهمية هذه القيم والإلتزام بها، وأن كل فرد منا هو المسؤول الأول والأخير في عمله، مؤكدًا على قيمة الإيجابية والفاعلية فى الأداء.
