أشعل الرئيس التركى رجب طيب أردوغان أزمة سياسية جديدة فى تركيا بعد عدم تكليف حزب الشعب الجمهورى بتشكيل حكومة جديدة عقب فشل المفاوضات التى كان يجريها رئيس الوزراء رئيس حزب العدالة والتنمية أحمد داوود أوغلو، فيما اقترحت الهيئة العليا للانتخابات فى تركيا أن تكون الانتخابات المبكرة فى مطلع نوفمبر المقبل. وأعلن حزب «الشعب الجمهورى»، أكبر أحزاب المعارضة فى تركيا، أمس الأول، رفضه المشاركة فى حكومة مؤقتة تدير البلاد حتى إجراء انتخابات مبكرة بعد فشل مفاوضات تشكيل حكومة ائتلافية، معتبراً أن عدم تكليفه بتشكيل الحكومة بعد فشل حزب «العدالة والتنمية» فى تشكيل حكومة ائتلافية يعنى «اغتصاباً للسلطة». «الشعب الجمهورى»: اغتصاب للسلطة ومحلل تركى: الرئيس تعمد إعاقة المفاوضات وأكد نائب رئيس الحزب خلوق كوج، فى مؤتمر صحفى فى مقر الحزب فى العاصمة التركية «أنقرة»، استعداد حزبه لتحمل مسئولية تشكيل حكومة فى البلاد، مشيراً إلى أن الحزب مصمم على إيجاد حلول لمنع التضيحة بتركيا فى سبيل السلطة. وعن موقف الحزب من مسألة الحكومة المؤقتة قال «كوج» إن «الشعب الجمهورى ينتظر تكليفه بتشكيل حكومة فى المدة الباقية بموجب الديمقراطية الطبيعية، لكن فى حال عدم تكليف الحزب فإن ذلك يعنى اغتصاباً للسلطة بشكل واضح». ومع فشل «داوود أوغلو» باعتباره رئيس حزب الأكثرية فى المفاوضات التى أجراها مع حزبى «الشعب الجمهورى» و«الحركة القومية» فإن البلاد تتجه إلى تشكيل حكومة مؤقتة إلى حين التوجه إلى جولة جديدة من الانتخابات، لكن «الشعب» يتمسك بحقه فى تكليفه بتشكيل الحكومة فى المدة القانونية المسموح بها قبل التوجه إلى الانتخابات. وفى اتصال ل«الوطن» قال المحلل السياسى التركى تورجوت كارا محمد أوغلو إن «حزب العدالة والتنمية منذ اللحظة الأولى هناك اتجاه داخلى لدى المتشددين فى الحزب وعلى رأسهم أردوغان بضرورة تعطيل مفاوضات تشكيل الحكومة الجديدة بهدف الدخول فى انتخابات مبكرة على أمل أنهم سيحققون الأغلبية، وهو احتمال ضعيف أثار انقسامات داخل الحزب»، وأضاف «تورجوت أوغلو»: «لا أعتقد أن العدالة والتنمية سيحقق الأغلبية بل سيتراجع ولن يتجاوز نحو 35% من الأصوات، وهو ما يخشى منه اتجاه كبير داخل الحزب يرى الأفضلية فى تشكيل حكومة ائتلافية». وقال المحلل التركى إن «أردوغان أثار مسألة النزاع مع الأكراد بهدف التأثير على شعبية الأصوات التى حصل عليها حزب الشعوب الديمقراطية الكردى الذى دخل البرلمان للمرة الأولى وحرمت الأصوات التى ذهبت إليه «العدالة والتنمية» من الحصول على الأغلبية التى تمكنه من تشكيل حكومة منفرداً»، وتابع «تورجوت أوغلو»: «المعارضة لم تعطل تشكيل الحكومة لأنه كانت لديهم مطالب واضحة هى إبعاد أردوغان عن المشهد السياسى، ومحاسبة الوزراء والمسئولين السابقين المتورطين فى قضايا الفساد والتخلى عن فكرة إقامة نظام رئاسى، وهو ما ماطل فيه العدالة والتنمية». فى السياق ذاته، اقترحت الهيئة العليا للانتخابات إجراء انتخابات جديدة فى الأول من نوفمبر المقبل بعد فشل الجهود المبذولة لتشكيل حكومة ائتلافية. وقالت وكالة أنباء «الأناضول» التركية شبه الرسمية إن «الهيئة أرسلت، أمس، الاقتراح لممثلى الأحزاب السياسية الأربعة الرئيسية». وأوقف رئيس الوزراء الجهود المبذولة لتشكيل حكومة ائتلافية، الثلاثاء الماضى، بعد فشل المحادثات. وينتهى الموعد النهائى لتشكيل حكومة جديدة هذا الأسبوع. وأشار الرئيس رجب طيب أردوغان إلى أنه لا يخطط لمنح زعماء الأحزاب الأخرى فرصة لتشكيل الحكومة. ويفضل أردوغان إجراء انتخابات مبكرة أملاً فى استعادة الحزب الحاكم للأغلبية التى خسرها فى انتخابات يونيو الماضى، التى كانت تمنحه حق تشكيل الحكومة منفرداً.
