تصاعدت وتيرة الصراعات والاتهامات المتبادلة بين التحالفات الانتخابية، حول مصادر التمويل ونزاهة مرشحيها، قُبيل الإعلان عن فتح باب الترشح، وبدء الإجراءات الرسمية للانتخابات البرلمانية، وقرر تيار الاستقلال تشكيل قائمة انتخابية لأحزابه، بعد أن فشلت مفاوضاته للتحالف مع قائمة «فى حب مصر»، و«نداء مصر»، و«الجبهة المصرية». وأعلن أحمد الفضالى، رئيس التيار، عن تشكيل قائمة انتخابية جديدة للتيار، وبعض الأحزاب الأخرى، بميزانية مبدئية تقدر ب35 مليون جنيه، ما أثار حفيظة ممثلى التحالفات الأخرى، الذين طالبوه بالكشف عن مصادر تمويل التيار، «المشبوه» حسب وصفهم. وقال «الفضالى»، فى مؤتمر أمس الأول، إن التيار سيشكل قائمة «وحدة مصر»، وتضم أكثر من 37 حزباً و42 ائتلافاً سياسياً، وعدداً كبيراً من الرموز والشخصيات السياسية المشهود لها بالكفاءة والنزاهة، لتحقيق أهداف ثورة 30 يونيو، تلبية لنداء الرئيس فى ضرورة مراعاة الدقة والتروى فى اختيار مرشحى مجلس النواب، وتوافر السمعة الطيبة والنزاهة فيهم، حتى يكون لدينا برلمان قادر على التصدى لجماعات الإرهاب والتطرف المتاجرة بالدين، داعياً الأحزاب والقوائم الانتخابية المختلفة للانضمام إليها». وأضاف «الفضالى»: «وحدة مصر، هى القائمة التى دعا إليها الرئيس السيسى، ويريدها المواطن البسيط، وستعمل على تشكيل برلمان يحقق الانتصار على الإرهاب والقضاء على جذوره، والحفاظ على الدولة وإنقاذ الطبقة الكادحة، ورفع مستوى المعيشة للأسرة والمواطن وتطوير مرافق الدولة ومستوى الخدمات والتعليم والصحة والنظافة». وأعلن مدحت نجيب، رئيس حزب الأحرار، خلال المؤتمر، عن تبرعه بمبلغ 20 مليون جنيه للقائمة الانتخابية الجديدة، فيما أعلن رجل الأعمال ماهر أبوماجد، رئيس حزب المستقلين الجدد عن تبرعه ب15 مليوناً للقائمة. «فى حب مصر» تسعى لضم أحزاب جديدة قادرة مادياً.. و«النور» يكثف لقاءاته بالقواعد وعائلات الصعيد لعرض برنامجه الانتخابى فى المقابل، قال طارق زيدان، المتحدث باسم ائتلاف «نداء مصر»، إن تحالف «الفضالى» ما هو إلا نوع من الدجل السياسى، و«الشو الإعلامى»، هدفه التغطية على مصادر التمويل المشبوهة، التى تدعم تيار الاستقلال ويرفض دائماً الإفصاح عنها، مضيفاً: «القائمة الانتخابية التى أعلنها «الفضالى»، وقال إنها تضم أكثر من 30 حزباً، لا وجود لها من الأساس، وهى أحزاب وهمية، تبرع مدحت نجيب، رئيس الأحرار ب20 مليوناً للقائمة يثير التساؤل والشكوك حول مصدر تمويل الحزب، خصوصاً أن هناك قضايا تتعلق بالمال العام، مقامة ضد (نجيب) لم تُغلق بعد». وتابع «زيدان»: «ما يفعله الفضالى الآن يدخل تحت بند شراء الأحزاب والمرشحين، بإغرائهم بالتمويل الانتخابى سواء للقائمة أو للمرشح، للوصول إلى حصانة البرلمان، بينما هناك سقف محدد لميزانية القوائم الانتخابية والدعاية الخاصة بها، لا يتجاوز ال7.5 مليون جنيه للقائمة المكونة من 45 مرشحاً، و2.5 مليون للتى تضم 15 مرشحاً». وأشار «زيدان» إلى أن تيار الاستقلال، وهمى، ويدعى أنه يضم 30 حزباً، مستطرداً: «أتحدى الفضالى أن يذكر لى 15 حزباً فقط من تياره، كما أن الفضالى نفسه يدعى أنه مستشار، وهو ليس بقاضٍ، ويقول إن هناك مفاوضات بيننا وبينه، وهذا لم يحدث على الإطلاق، فلم نجلس معه ولو لمرة واحدة، ونرفض أن تكون لنا أى علاقة بتياره». فى سياق متصل، قال طارق الخولى، عضو اللجنة التنسيقية لقائمة «فى حب مصر»، إن اللجنة تسعى لزيادة عدد الأحزاب المشاركة فى القائمة التى لها دور فى الساحة السياسية، المقتدرة مادياً، بعيداً عن الأطراف المتشددة فكرياً سواء دينياً أو يسارياً، مضيفاً: «قيادات القائمة تُجرى عدداً من المشاورات مع بعض الأحزاب والتحالفات الأخرى، إلا أنها لم تنتهِ إلى قرار بعد، وبمجرد إعلان الجدول الزمنى للانتخابات من اللجنة العليا للانتخابات، ستبدأ اجتماعات للجنة التنسيقية للقائمة، لإعلان نتائج تلك المشاورات بعد مناقشتها بشكل تفصيلى لإعلان الشكل النهائى للقائمة بعض ضم شخصيات وأحزاب جديدة وإعادة ترتيبها داخلياً». وأشار «الخولى»، إلى أن القائمة ستدعم مرشحيها من خلال تمويل بعض رجال الأعمال والصناعة، وستفتح حساباً بنكياً موحداً يجرى تخصيصه لمرشحى القائمة، إضافة للتمويل الوارد من الأحزاب المشاركة فى القائمة، وفقاً لعدد مرشحيه، وقدراته المادية. من جهة أخرى، كثف حزب النور، من مؤتمراته ولقاءاته مع أعضاء الحزب، فى محافظات الصعيد، وقالت مصادر بالنور، إن قيادات الحزب، أثناء جولاتها وبمساعدة أمناء المحافظات، اجتمعوا مع عدد من رؤساء وعواقل قبائل الصعيد، للتنسيق معهم فى الانتخابات البرلمانية المقبلة، خصوصاً فى الدعاية الانتخابية والسماح بدعاية النور فى أماكن نفوذهم. وشارك فى اللقاءات الدكتور يونس مخيون، رئيس الحزب، والمهندس جلال مرة أمين عام النور، والدكتور محمد إبراهيم منصور، عضو المجلس الرئاسى للحزب، وأمناء محافظاتسوهاج وقنا وأسوان، وأمناء المدن والمراكز، الذين توصلوا إلى اتفاق مع عواقل قبائل الصعيد، بالتعاون مع أعضاء «النور» سواء مرشحى الفردى أو القائمة فى الدعاية الانتخابية، والعمل المجتمعى أثناء فترة الدعاية الانتخابية. وأكدت المصادر أن الحزب اتجه إلى تعديل مرشحيه فى قائمة الصعيد، ليكتفى بأبناء تلك المحافظات، وعدم إدخال مرشحين من محافظات أخرى كبعض قيادات النور من محافظة الإسكندرية الذين انضموا لقائمة الحزب فى الصعيد عند التقديم للانتخابات البرلمانية مؤخراً قبل قرار المحكمة الدستورية بتعديل قانون تقسيم دوائر الفردى، وتأجيل الانتخابات. وقال الدكتور شعبان عبدالعليم، عضو المجلس الرئاسى ل«النور»، إن الحزب تواصل مع شيوخ القبائل وكبار العائلات فى الصعيد، لعرض وجهة نظر الحزب، وبرنامجه الانتخابى، خصوصاً فى محافظاتسوهاج وقنا وأسوان.
