آية ومريم شعبان، اختان فى معهد نور الأزهر النموذجى الذى شهد كارثة وفاة 50 من أبنائه، «آية» فى صفها الثالث الابتدائى أما «مريم» ففى الصف الثانى الابتدائى، استيقظتا ككل يوم للذهاب إلى المعهد، موقع سكنهما فى بنى شعران أنقذهما من الموت المحقق، لاختلاف خط سير الأتوبيس الخاص بهما عن خط سير الأتوبيس المنكوب، حين وصلتا إلى المدرسة كانت الحركة غير طبيعية والكل واجماً، لم تكد أى من الطفلتين تستوعب حالة الهرج والمرج، حتى فاجأتهما إحدى المدرسات بالكارثة: «زمايلكم فى الفصل ماتوا ومش هاتشوفوهم تانى». كلمات المدرّسة أصابت الطفلتين بالهلع، وبحالة من الرعب والبكاء، تقول والدتهما «مدام نسرين»: «من ساعة ما جم البيت وهمّا تعبانين، وفى حالة رعب شديدة، فى المدرسة قالوا لهم: زمايلكم ماتوا ومش هاتشوفوهم تانى أبداً، ماكنتش متصورة وأنا بصحيهم الصبح وأجهزلهم الفطار عشان الأتوبيس ييجى ياخدهم إنهم ممكن ما يرجعوش، أو يرجعولى فى حالة الرعب دى، الحمد لله إنهم بخير». تحكى السيدة ساعات الرعب التى عاشتها قبل أن تعرف أن بناتها بخير، تقول: «عم البنات شغال سواق على خط منفلوط، اتصل بوالدهم الصبح، وقال له: فيه حادثة على شريط القطر، العيال اللى كانوا رايحين معهد النور حصلهم حادثة وماتوا كلهم، طبعاً معرفناش مين بالظبط مات، ومقدرش أوصف الرعب اللى عشته، والدهم لمّ أقاربه وكل حبايبه، وطلعوا على المعهد، لقى البنات هناك، مع باقى تلاميذ المعهد والكل مش فاهم حاجة، ناس تقول الباص اتقلب، وناس تقول خبطه قطر». «مريم وآية» علمتا أن ركوب الأتوبيس تسبب لزملائهما فى الوفاة، لذا كانتا مرعوبتين من رؤية أى أتوبيس فى الطريق، وأخبرتا والدتهما أنهما لن يركباه أبداً، تقول والدتهما: «البنات خايفين يركبوا الأتوبيس تانى، لكن للأسف مفيش حل غيره، مقدرش أوديهم بنفسى لأنى عندى أولاد غيرهم، هفضل مضطرة أوديهم فى الأتوبيس لآخر السنة، مقدرش أودى وأجيب، لكن خلاص معدش فيه أمان، هفضل على أعصابى طول السنة وأفضل خايفة من تكرار الكارثة».