«الصحة»: 29 إصابة ب«الإجهاد» فى المحافظات جراء الارتفاع الحالى فى حرارة الجو.. ولا وفيات.. والوزارة رفعت درجة الاستعداد القصوى وأستاذ «جغرافيا طبيعية»: درجات الحرارة أعلى من 3 إلى 6 درجات عن الدرجة التى تعلن عنها «الهيئة» قال الدكتور وحيد سعودى، المتحدث باسم هيئة الأرصاد الجوية، إن «الطقس شديد الحرارة والذى تأثرت به كل المحافظات خلال الأيام الماضية سيستمر حتى منتصف أغسطس الحالى، بصفة مبدئية»، مشيراً إلى أن درجات الحرارة ستستمر فى الارتفاع بأعلى من المعدل الطبيعى فى مثل هذا الوقت من العام بقيم تتراوح من 3 ل4 درجات مئوية خلال الأيام المقبلة». وأضاف «سعودى» ل«الوطن» أن «الطقس شديد الحرارة يصاحبه ارتفاع ملحوظ فى نسبة الرطوبة، وستتأثر البلاد بطقس حار جداً خلال ساعات النهار والليل»، لافتاً إلى أن «كل المحافظات تتأثر بهذا الطقس باستثناء الإسكندرية ومرسى مطروح، حيث تتأثر المحافظتان بطقس مائل للحرارة خلال ساعات النهار والليل». وأشار «سعودى» إلى أن «الشبورة المائية تتكون على الطرق الزراعية والقريبة من المسطحات المائية، فيما تنشط الرياح المثيرة للأتربة والرمال على محافظات الصعيد وجنوب سيناء، كما تنشط الرياح على خليج السويس والبحر الأحمر ما يؤدى إلى اضطراب الملاحة البحرية هناك، فيما تظهر السحب المنخفضة شمالاً». وأوضح المتحدث باسم «الأرصاد» أن درجات الحرارة تتراوح على القاهرةومحافظات الوجه البحرى بين 27 و38 درجة والمدن الساحلية بين 32 و34 درجة وشمال الصعيد بين 40 و41 درجة وجنوب الصعيد بين 45 و46 درجة، منوهاً إلى أن نسبة الرطوبة تصل فى القاهرة ل85% خلال الصباح، وتنخفض فى المساء ل40%. من جانبها، أعلنت وزارة الصحة أمس أنه تم رصد إصابة 29 مواطناَ بالإجهاد جراء الارتفاع الحالى فى درجات الحرارة، مشيرة إلى عدم حدوث حالات وفاة. ولفتت الوزارة فى بيان لها أمس إلى أن «هذه الحالات بواقع 5 مصابين بالإجهاد الحرارى فى القاهرة تم نقلهم إلى مستشفى حميات العباسية، وهم تحت العلاج والملاحظة حاليا، و3 مصابين فى الجيزة تم نقلهم لمستشفى حميات إمبابة قيد العلاج والملاحظة، و2 فى الدقهلية منهما مصاب تم علاجه بالمنزل، وآخر نُقل لمستشفى دكرنس المركزى». من جهة أخرى، قال الدكتور خالد وشاحى، رئيس الإدارة المركزية للرعاية الحرجة والعاجلة بوزارة الصحة، أن «الوزارة رفعت درجة الاستعداد القصوى فى كل مستشفياتها على مستوى الجمهورية بالتزامن مع إعلان هيئة الأرصاد عن الارتفاع الملحوظ فى درجات الحرارة بقيم ترتفع عن المعدل الطبيعى ب4 درجات». وأوضح «وشاحى» «الوطن» أنه «تم توفير كل المحاليل الخاصة بعلاج الحالات المصابة بارتفاع درجات الحرارة فى المستشفيات، كما تم توفير أماكن لعلاج الحالات عن طريق المياه». فيما أعلنت هيئة التأمين الصحى، من جانبها، أمس، عن رفع درجة الاستعداد بفروع الهيئة ومستشفياتها لعلاج الحالات التى ترد إليها من المواطنين المصابين بضربات الشمس تأثراً بارتفاع درجات الحرارة. وفى السياق، شهدت الإسكندرية ارتفاعاً كبيراً فى درجات الحرارة، أمس، وصل إلى حد وصف الأهالى للمدينة بأنها «تنصهر»، مؤكدين أن شعورهم ب«الحر» يفوق ما تعلنه هيئة الأرصاد الجوية من درجات. وقال محمود فاروق، صاحب مقهى فى منطقة شرق الإسكندرية، إن «الزبائن يرفضون الجلوس داخل المحل، ويفضلون المقاعد المرصوصة خارجه، بسبب ارتفاع درجات الحرارة بشكل كبير»، مشيراً إلى أن الطقس يتسبب فى هروب المواطنين من منازلهم لقضاء الوقت فى الشارع. وقال ياسين محمد، أحد مرتادى شاطئ ستانلى، إنه وأسرته يهرعون إلى الشواطئ كل يوم، هرباً من درجات الحرارة شديدة الارتفاع، لافتاً إلى أن الشعور بالحرارة يفوق ما تعلنه هيئة الأرصاد الجوية، إذ إنها تعلن درجة لا تزيد على 36، فى الوقت الذى تكون فى الحقيقة أكثر من 42. وبينما قالت هبة رؤوف، ربة منزل، إن «مكيف الهواء أصبح هو الصديق الأقرب لكل المواطنين، إذ يتجمع حوله كل أفراد الأسرة طوال النهار والليل، وتزور الأسر بعضها بعضاً للتجمع عند من يملك تكييفاً»، أشارت يمنى عبدالرحمن، مدرسة فى إحدى مدارس المرحلة الإعدادية، إلى أن «وسائل الموصلات العامة، تشهد مشادات كثيرة بين الركاب، بسبب الطقس السيئ». من جهته، كشف الدكتور ممدوح التهامى، أستاذ الجغرافيا الطبيعية بكلية الآداب جامعة الإسكندرية، عن أن السبب فى ارتفاع درجة الحرارة وزيادة الرطوبة فى المدينة الساحلية عن درجة الحرارة التى أعلنتها هيئة الأرصاد، يعود إلى ما يسمى علمياً «الشعور بالحرارة» لتصبح المناطق داخل المدن عبارة عن «جزر حرارية». وقال «التهامى» ل «الوطن»، إن «الجزر الحرارية هى مناطق قلب المدينة كالمنشية ومحطة الرمل وغيرهما والتى بها تكدس سكانى، بالإضافة إلى حركة المرور وعوادم السيارات والعقارات المرتفعة، لذلك يصبح بها الهواء راكداً وتصير درجة الحرارة أعلى من 3 إلى 6 درجات عن الدرجة التى أعلنت عنها الأرصاد». وتابع «التهامى» أن «الشعور بالحرارة ناتج عن أن المدينة مليئة بالعقارات شاهقة الارتفاع بالإضافة إلى الشوارع الضيقة والتكدس المرورى، والذى يمنح الإنسان الموجود بهذه المنطقة شعوراً بالحرارة ويؤدى إلى زيادة الرطوبة، وتصبح درجة الحرارة أعلى بكثير من الدرجة المسجلة، خصوصاً أن الرطوبة تمتص درجة الحرارة وتحتفظ بها أكثر، وهى ترتفع فى الأماكن التى يوجد بها العقارات المرتفعة والشوارع الضيقة، وتسبب ركوداً فى الهواء، لذلك يخرج الهواء الساخن من جسم الإنسان ويظل محيطاً به، لأن الهواء البارد المتحرك لا يصل لجسم الإنسان للتخلص من الهواء الساخن الذى يخرج منه». وأشار أستاذ «الجغرافيا الطبيعية» إلى أن ما تعلنه هيئة الأرصاد من درجات حرارة يكون صحيحاً بدرجة عالية، ولكن الإحساس بالحرارة يكون أكبر جراء الرطوبة المرتفعة والجزر الحرارية»». وطالب «التهامى» المواطنين بتجنب التعرض لأشعة الشمس أو الحرارة، خاصة فى أوقات الذروة، وفى الأماكن المتكدسة بالسكان والتى يحس بها الإنسان بشعور الحرارة أعلى من المعدل الطبيعى، وضرورة تناول مياه شرب بكثرة. وفى الأقصر، وعلى الرغم من الموجة الحارة التى ضربت المدينة أمس لم تتأثر حركة السياحة بالمحافظة حيث زار المناطق الأثرية خلال الأيام الثلاثة الماضية 2450 سائحاً من جنسيات مختلفة. وجهزت مديرية الصحة بالأقصر مستشفياتها لاستقبال أى حالات طارئة، كما خصصت المديرية سيارات إسعاف مجهزة بالمناطق الأثرية تحسبا لأى إصابات ب«ضربات الشمس». يأتى ذلك، فيما استقبلت مستشفيات الأقصر أمس 11 إصابة تلقت العلاج اللازم من ارتفاع درجات الحرارة، واكتظت محال العصائر بعشرات الزبائن، وأقبل المواطنون على عربات «البوظة» التى تلقى رواجاً كبيراً خلال فترات ارتفاع درجات الحرارة. وخلت شوارع القرى فى «قنا» من المواطنين، فى وقت الظهيرة، بسبب ارتفاع الحرارة التى دفعت المواطنين إلى التزام منازلهم خشية التعرض لإصابة بضربة شمس، فيما غادر المزارعون حقولهم فى الساعة الحادية عشرة صباحاً، هرباً من أشعة الشمس الحارقة، واستأنفوا عملهم بعد العصر مع انخفاض حدة أشعة الشمس. أما فى أسيوط، فبات ارتفاع الحرارة حديث الناس وشغلهم الشاغل، حيث أصبحوا يسألون بعضهم عبر الهواتف والاتصالات: «كيف حال الجو عندكم؟»، كما خفت حركة الناس فى الشوارع، إلا من هو مضطر للسير فى الطرقات خلال ساعات النهار، ولم يجد الأهالى مفراً من الاستحمام فى مياه النيل، بينما فضل سكان المدينة المكوث فى منازلهم خشية إصابتهم بأذى جراء الحرارة الشديدة.