"أمريكا قادمة لمساعدة الشعب العراقي".. بهذه الكلمات خرج الرئيس الأمريكي باراك أوباما على العالم، معلنا تكوين تحالف دولي لمواجهة تنظيم "داعش" الإرهابي، ومرَّ اليوم 365 يومًا على هذا الإعلان، وبدأت غارات التحالف الدولي الجوية الذي تقوده أمريكا لمحاربة "داعش" في العراقوسوريا. وفي الذكرى الأولى لشن هذه الغارات، ترصد "الوطن" الحملة الجوية وما آلت إليها: يشارك في التحالف الذي يشمل دول أوروبية وعربية وشرق أوسطية، ما يقرب من 40 دولة، بحسب مركز الخليج العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية، والذي أوضح أن مشاركات الدول مختلفة، فهناك من يشارك بالدعم المالي، ومن يشارك في العمليات العسكرية الميدانية والعمليات اللوجستية والمساعدات الإنسانية وغيرها. يبلغ عدد الدول التي تشارك بالدعم العسكري في التحالف 12 دولة، هم "الولاياتالمتحدة، فرنسا، بريطانيا، كندا، أستراليا، ألمانيا، إيطاليا، ألبانيا، بولندا، الدنمارك، أستونيا، أسبانيا"، بينما تشارك 11 دولة أخرى بالمساعدات الإنسانية، وعلى رأسهم السعودية والكويت، كما تعهدت إيطاليا بمنح مليون دولار، وإسبانيا 500 ألف يورو، وأيرلندا 250 ألف دولار ل"يونيسيف"، و250 ألف دولار للجنة الدولية للصليب الأحمر، ولوكسمبورج 300 ألف دولار للمفوضية العليا للاجئين وبرنامج الأغذية العالمي. وفي يونيو الماضي، أعلن جنرال أمريكي، وفقًا لشبكة "سكاي نيوز" الإخبارية، أن الضربات الجوية تقتل 1000 من عناصر تنظيم "داعش" الإرهابي شهريًا، وفي الشهر ذاته قال نائب وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، لإذاعة "فرانس إنتر"، إن أكثر من 10 آلاف عنصر من تنظيم "داعش"، قتلوا منذ بدء حملة الغارات الجوية للتحالف الدولي ضد معاقل التنظيم في سورياوالعراق، فيما قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن الضربات الجوية التي يشنها التحالف الدولي بقيادة الولاياتالمتحدة في سوريا، قتلت نحو 1922 مسلحًا من "داعش"، منذ بدء الحملة الجوية. أكثر من 4000 غارة جوية شُنت خلال 9 أشهر من بدء القصف، بحسب تصريح نائب وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، الذي أوضح أن "داعش" يسيطر على 25% أقل من أراضي العراق منذ 9 أشهر من بدء القصف أيضًا، فيما يقوم قرابة 2000 عسكري أمريكي وبين 100 و200 فرنسي بمهام تدريب وتخطيط في العراق، وفقًا لتصريح فريد ياسين السفير العراقي في باريس، وفي ديسمبر 2014، قال الجنرال جيمس تيري قائد القوات الأمريكية التي تقاتل تنظيم "داعش" الإرهابي، إنه يعتقد أن دحر التنظيم سيستغرق 3 سنوات على الأقل. وقال العميد صفوت الزيات الخبير العسكري والاستراتيجي، إن الغارات الجوية التي شنها التحالف الدولي ضد تنظيم "داعش" الإرهابي، أدت إلى وقف تمدد التنظيم، بعد أن كانت على أبواب مدينة بغداد عاصمة العراق، لكنها تفتقد لأشياء أخرى حالت دون السيطرة الكاملة، خلال هذا العام. وأوضح الزيات، في تصريح ل"الوطن"، أن الغارات الجوية ليست كافية وتحتاج إلى التدخل البري، لكن الإدارة الأمريكية لا تريد أن تضع جنودها على الأرض وتكرر استهدافهم مرة أخرى بعد حرب العراق التي شنتها في 2003، لذا شهدت قوتها تراجعًا. وأشار الزيات، إلى أن اختلاف الأهداف يؤدي أيضًا إلى تراجع السيطرة على الأراضي العراقية وطرد "داعش" منها، حيث تهدف تركيا إلى إبعاد الأكراد ووقف تمددهم في سوريا، بينما تعطي الولاياتالمتحدة الأولوية لوقف تمدد التنظيم ومحاربته، وعلى ناحية أخرى تضع المعارضة السورية على أولوياتها محاربة النظام السوري أكثر من محاربة "داعش" والأكراد، ومن هنا تضعف جبهات القتال، مشيرًا إلى أن العالم سيرى تغيرا في الأسابيع المقبلة نتيجة هذه التوجهات. ولفت الزيات، إلى أن الحملة الجوية أوقفت زخم "داعش" لكنها لم تصل إلى حد تحجيمه بالشكل المطلوب، مستكملًا بأن "داعش" يوجد حيث الانقسام الشعبي والصراع الطائفي، وهو ما يعزز انتشاره في العراق بشكل خاص.
