مصر على موعد مع القدر، العالم يحبس أنفاسه، يوم الخميس المقبل تاريخ جديد، نقطة تحول لصالح البشرية كلها، الرئيس السيسى يتقدم الصفوف، وإلى جواره يجلس قادة العالم، وحوله يلتف المصريون والعرب. يوم الخميس المقبل أنتم على موعد مع القائد الذى وعد فصدق، سيقف ليحكى تجربة الحلم الذى تحقق، من أرض الآباء والأجداد، من على تراب ارتوى بدماء الشهداء، من هنا، من الإسماعيلية، تنطلق فرحة المصريين لتعم الكون، ولتبعث برسالة عطاء للجميع. فى السادس من أغسطس الماضى لم يكن أحد يصدق، لقد أعطى السيسى أمراً بحفر القناة وإنشاء الإسماعيلية الجديدة فى فترة لا تزيد على العام، يومها قلنا «إنه المستحيل»، لكن الفريق مهاب مميش، واللواء كامل الوزيرى وآخرين، لم يكن أمامهم من خيار. كان الإصرار أقوى من المستحيل، وكانت الإرادة تعنى تجسيد الحلم فى واقع، آلاف العمال والعسكريين، فى أيام معدودة كان هناك أربعون ألفاً، واصلوا الليل بالنهار، نسوا بيوتهم وأسرهم، وأقسموا ألا يعودوا إلا إذا حققوا حلم الملايين. كان الرئيس يتابع لحظة بلحظة، لا يتوقف عن السؤال، يعرف قادة المشروع بأسمائهم، الهواتف المتبادلة لا تتوقف، يزور، يتجول، لكنه لا يبدو قلقاً، إنه يعرف معنى عزيمة الرجال. ثلاثة محاور مهمة كان السيسى قد وضعها نصب عينيه، محور قناة السويس، ومحور البنية التحتية (رصف 3200 كم2) ومحور التنمية الزراعية (استصلاح مليون فدان)، كل ذلك فى وعام واحد. كان الناس يتساءلون: كيف لبلد منغمس فى الحرب على الإرهاب، ويواجه تحديات كبيرة، أن يبنى باليد الأخرى، وأن يستهدف تحقيق هذه المشروعات القومية الكبرى. عندما جاء الرئيس السيسى، بل حتى قبل أن يأتى بأكثر من عام وثلاثة أشهر، تحدث فى نادى الجلاء، وتحديداً فى ذكرى الاحتفال بعيد تحرير سيناء، عن مصر أم الدنيا التى حتماً ستكون «أد الدنيا». كان الشعار غريباً فى زمن تم الاعتداء فيه على المحرمات والثوابت الوطنية، وسادت فيه الفوضى والانقسام، وعمت فيه مظاهر الفُرقة والتقسيم. لم يكن لدى السيسى فى هذا الوقت سوى الحلم، اغرورقت عيوننا بالدموع، بعد أن فقد الكثيرون الأمل فى عودة الوطن من جديد، بعد أن تم اختطافه على يد التتار الجدد، لكنه أطلق «الأمل» من سجنه، ومنح المصريين طاقة إيجابية، قادرة على صنع المستحيل. لم يكن السيسى راغباً فى الحكم أو السلطة، لقد تم استدعاؤه ليتولى المسئولية، الشعب وقف خلفه بكل جسارة، ثقة الناس فيه بلا حدود، إنه الشعاع الذى بدأ يسطع وسط غرفة كانت حالكة الظلام، إنه الرجل الذى استدعى حماس المصريين مرة أخرى، وأشعل لهيب التحدى فى نفوسهم من جديد. منذ سيادة الفوضى واختطاف الدولة لم يتوقف المصريون عن النضال والمقاومة، لكنهم كانوا فى حاجة إلى قائد زعيم، يستطيع أن يحشد الجميع صفاً واحداً، وأن يدفع بهم إلى الأمام. فى السادس من أغسطس الماضى شاهدنا أطفالاً صغاراً قبل أن نعرف الحدث، تساءلنا ما الحكاية؟ لكن القائد كان يعد لنا مفاجأة حفر قناة جديدة وفى فترة لا تزيد على العام، كانت الصورة التذكارية، الرئيس يقف وسط شباب وأطفال، وكأنه أراد أن يقول لهم جميعاً: أنتم المستقبل، والقناة الجديدة لكم ومن أجلكم. لم يكن السيسى يبحث عن مجد شخصى، ورفض دعوات عديدة بأن يقبل إطلاق اسمه على القناة أو على مدينة الإسماعيلية الجديدة، كان همه وهدفه هو مصر، ورسالتها للأمة وللعالم. عندما التقيت الفريق مهاب مميش، الأربعاء الماضى، كان كل شىء قد اكتمل، تجولنا فى الممر الملاحى للقناة الجديدة، عبر لنش بحرى من صنع شركة قناة السويس، كان الفريق مميش يشير بيديه إلى منصة الاحتفال، وإلى مشروعات التنمية المقبلة فى محور القناة، وكان يحكى عن جهد الرجال الذين حفروا وصمدوا وحققوا الانتصار. يوم الخميس المقبل سترتفع الأعلام على البيوت وفى الشوارع، ستخرج النساء والشباب والأطفال الصغار والكبار، ليعبروا عن سعادتهم التى افتقدوها لفترة ليست بالقليلة.. مظاهر الاحتفال متعددة، إنجازات عديدة تستحق أن نحتفى بها، ليست فقط المشروعات القومية الكبرى، ولا صفقة «الرافال» الأكثر تميزاً، ولا الفرقاطة «تحيا مصر» الوحيدة فى الشرق الأوسط، لكننا فى هذا اليوم حتماً سنحتفى بالرئيس الذى أبهر المصريين وأدهش العالم. نعم فى هذا اليوم ابعثوا برسالة أو تلغراف إلى المواطن المصرى المخلص النزيه عبدالفتاح السيسى، قولوا له إننا نثق فيه، ونشكره من كل قلوبنا، قولوا له: «لقد وعدت فصدقت»، قولوا له إن مصر فعلاً حتبقى «أد» الدنيا طالما فيها رجال شرفاء وطنيون مثلك. قولوا: نحن لا نقلق على «غدنا» ما دمت أنت بيننا، قولوا له: سنحميك بأجسادنا وأرواحنا، وسنقف معك فى كل الأزمات، وسنتحمل من أجل وطن نحن على ثقة أنه سيمضى إلى الأمام فى وجودك، ووجود الرجال الشرفاء المخلصين.