نشرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية دراسة يقدمها بعض المعالجين الماليين من أجل تحقيق الرخاء، وجاءت هذه الدراسة من خلال تعليقات علماء النفس الذين يرجعون ذلك إلى مدى الشعور الذي تحمله تجاه المال. ويعد هدفهم الأول هو مساعدة الفرد على إدراك شعوره الحقيقي فيما يتعلق بالمال، ويتضمَّن ذلك اكتشاف بعض المعتقدات المرتبطة بالمال والتي قد تكون مخزنة في العقل الباطن أو نتيجة خبرات سابقة هي المسؤولة عن إعاقة الفرد في الحصول على ما يريد من المال، أو مساعدة الفرد على معرفة أهدافه الحقيقية التي يرغب داخليًا في الحصول عليها وتوضيح صورتها الكلية قبل خوض التفاصيل الدقيقة. وأشارت الصحيفة إلى أن الدراسة أكدت أن مصطلح المال قد يكون مرتبطًا بالعديد من الأشياء سواء الإيجابية أو السلبية وهي التي تحدد بناء عليها قدر المال الذي يحصل عليه الفرد. وفي ضوء ذلك تم إجراء اختبار قام به الباحث ريتش كاهلر، رئيس مجموعة "كاهلر المالية" على مجموعة من الأشخاص وربطوا فيها بين كلمة "المال" وبعض الكلمات الأخرى مثل "الآباء والأمهات و العمل والموت". واتضح الآتي: عند ذُكرت كلمة "المال" مع كلمة "الموت"، اكتشفت إحدى الحالات أن سبب صعوبة حصولها على المال وعدم قدرتها على الادخار ترجع إلى وفاة أحد أطفالها الصغار، حيث تسبب لها ذلك في فقدان الأمل فى المستقبل فهى لا تعرف هل سيكتب لها العمر الطويل أم قد تنتهى حياتها فى أى لحظة، لذلك من داخل أعماقها لم تكن لديها الرغبة الحقيقية في الحصول على مزيد من المال أو في ادخاره. وأكد الدكتور براد كلونتوز، والذى يشغل منصب أستاذ مشارك في التخطيط المالى الشخصى فى جامعة كانساس، أن التغيير الحقيقى لا بد أن يأتي من الداخل، وعلى المختصين أن يساعدوا عملاءهم فى إيجاد طريقة لذلك، ولا بد أن يدرك الفرد هدفه الحقيقى وأن يكون صادقًا مع نفسه وبعد ذلك يجد لنفسه حلًا ليبدأ في تغيير أفكاره ومعتقداته القديمة التى تعوقه عن تحقيق الثراء الذى يتمناه. وأشار السيد فراسا، وهو أحد الباحثين الذين طبقوا هذه الدراسة، إلى أن الخوف قد يكون له دور أساسي في منع وصول المال إليك وفي حال إدراكك لذلك عليك أن تبحث دائمًا على الاطمئنان حتى يتدفق المال إليك بسهولة. وذكر أحد الأفراد أنه تربى وسط أسرة متوسطة ميسورة الحال، ولكن فى مرحلة المراهقة تعرضت أسرته للعديد من المشكلات المادية، وهو ما جعله فيما بعد يشعر بالخوف حتى في الفترات التى تحسن فيها وضعهم المالى كان دائما يراوده الشك بأن الأمور لم تستقر كثيرًا وأنه سيعاني من الأزمة المالية من جديد. وبذلك أدرك السيد فراسا أن يقول إن الخوف المدفون بداخله حيال المال هو الشبح الذي يمنع الخير من الوصول إليه. وأخيرًا فإن الطريق الأسهل والأسرع لتحقيق أي شيء مهما كان هو الإيمان به، وأن الخوف والقلق والتوتر كلها مؤشرات على ضعف الثقة والإيمان بالله، فقط تمنَ وثق في أمنيتك ودعها لله يعتنى بها ويرسلها إليك فى الوقت المناسب، كن ملحًا فى طلبك ولكن لا تشكو بل اشكر الله واعلم أن ما تريده في طريقه إليك.
