فى زمن قياسى تحقق الإنجاز، وصار الحلم حقيقة بعزيمة الرجال وإرادة شعب، فليست قناة السويس الجديدة مجرد مشروع اقتصادى هائل يحقق طفرة تنموية لمصر والعالم كله فقط، وإنما هى -أى القناة الجديدة- ملحمة وطنية وتعبير جديد عن إرادة شعب مصر العظيم بعقوله وسواعده وإرادته.. يثبت مجدداً للعالم كله أن الشعب المصرى لا يعرف المستحيل، وأنه عندما تجتمع إرادته وتتوحد قدراته قادر على أن يحقق أحلامه وطموحاته على أرض الواقع. إننا لا نحتفل بممر مائى جديد يختصر زمن عبور السفن ويستوعب أكبر الناقلات العالمية فقط، وإنما نحتفل أيضاً بأول مشروع قومى كبير فى البداية الحقيقية للجمهورية المصرية الثانية، يتواكب معه مشروع تنمية محور قناة السويس لوجستياً وصناعياً وزراعياً، وتستتبعه مشروعات أخرى لا تقل قيمة وأهمية سيعلن عنها الرئيس عبدالفتاح السيسى خلال الأيام القليلة المقبلة، وأثق أننا جميعاً سنشارك فيها بالعقول والسواعد والأموال لنعيد بناء بلدنا ونعيدها إلى مكانتها اللائقة وسط الدول، هنيئاً لمصر مشروعها القومى الأول، هنيئاً لشعبها العظيم باكورة إنجازاته الوطنية العملاقة فى الجمهورية المصرية الثانية، هنيئاً لنا جميعاً إنجازنا الذى أبهر العالم، وكل الشكر والتقدير لكل من ساهم ولو باليسير لإنجاز هذا المشروع العملاق، وتقدير خاص للفريق مهاب مميش رئيس قناة السويس وكتيبة العمل الذين واصلوا الليل بالنهار لتحقيق الوعد والعهد بافتتاح القناة الجديدة يوم 6 أغسطس 2015. إنهم رجال وعدوا وأوفوا. لا أريد أن أفسد فرحتنا بقناة السويس الجديدة، ولكن لن يشعر المواطن بالجهد المبذول للنهوض بالبلد بينما كثير من المسئولين، لاسيما فى المحليات، لا يقومون بواجبهم، هل مطلوب أن يتفرغ رئيس الوزراء لزيارة الأحياء واحداً تلو الآخر وشارعاً شارعاً حتى يتحرك رؤساء الأحياء؟!.. إلى متى فوضى الشوارع والمقاهى والمتاجر التى تفترش الأرصفة والشوارع وتحول حياة المواطنين إلى جحيم؟! كنت فى زيارة لأصدقاء فى حى النزهة الجديدة، وهالنى ما تفعله المقاهى وقد احتلت الشوارع بعد الأرصفة، بخلاف مغسلة سيارات استولت على ردود عمارة بشارع «على الخفيف» وضمها للمغسلة وكلها مخالفات للقانون.. والسيد رئيس الحى يكتفى بالجلوس فى مكتبه المكيف وليذهب المواطنون للجحيم.. إن مثل هذه النماذج من المسئولين لا مكان لها فى مصر العمل والإنجاز.. فلن نترك متكاسلاً أو فاسداً.. وهذا بلاغ لرئيس الوزراء ووزير التنمية المحلية ولنا عودة بإذن الله.