تطور العصر وتنوعت وسائل الاتصال والمعلومات، وأصبح لزامًا على الآباء أن يكونوا أصدقاء أبنائهم، يعطوهم المعلومة الصحيحة بدلا عن المعلومات الخاطئة التي قد تصلهم من الآخرين. وعلى الأم أن تسعى لتكون الصديقة الأقرب لابنتها منذ الطفولة، كي تعتاد الفتاة على مصارحة الأم بكل شيء، كأن تبدأ الأم بأن تحكي لابنتها كيف كان يومها، ثم تسأل ابنتها عن يومها، فتعتاد الابنة أن تروي لوالدتها أدق التفاصيل. وتقول الدكتورة أمل رضوان خبيرة التنمية البشرية: "يجب على الأم ألا تقف لابنتها بالمرصاد، تعاقبها على أي خطأ، فتلجأ الفتاة للكذب، وعلى الأم ألا تتجاهل أسئلة صغيرتها، بل تجيبها بما يناسب عمرها، وتجيبها إجابات صحيحة وبسيطة في آن واحد، فالصغيرة غدا تكبر وتفهم، وقد تفهم معلومات خاطئة من الآخرين". وتقدم رضوان بعض الخطوات للأم كي تصبح صديقة لابنتها، وهي: 1. كوني قدوة ومثل أعلى لها، لا تنهيها عن فعل شيء وأنتي تفعلينه، فتربية الأبناء الناجحة تكون بالمحاكاة وليست بإفعل ولا تفعل. 2. اغرسي في قلبها منذ الصغر حب الله وتقواه. 3. علميها مراقبة الله لا الناس. 4. كوني الصديقة الأقرب لها وكاتمة أسرارها. 5. تذكري فترة مراهقتك وصباك، كي تتفهمي مشاعر ابنتك. 6. لا تنشغلي بمتطلبات الحياة المادية عن الاحتياجات النفسية والعاطفية لأبنائك، فالكثير من الأمهات تكون ربة منزل ماهرة إلى جانب عملها خارج المنزل، وتسعى جاهدة لتلبية رغبات الأبناء المادية، متناسية تماما احتياجاتهم العاطفية. 7. استمعي لصغيرتك دائمً كي تتفهمي احتياجاتها. 8. كوني حريصة على الإشباع العاطفي لابنتك، حتى لا تبحث عن شخص يملأ لها الفراغ العاطفي وتقع ضحية لشخص منعدم الضمير. 9. شاركيها أحلامها وطموحاتها ومشاعرها. 10. طبقي قاعدة تربوية عظيمة "لاعبوهم سبع وأدبوهم سبع وصاحبوهم سبع، ثم اتركوا لهم الحبل على الغارب". 11. لا تتجاهلي أسئلة ابنتك حتى لو كانت محرجة، بل توقعي الأسئلة وكوني مستعدة للإجابة دون تردد أو ارتباك، فالتجاهل يفتح المجال للبحث عن الإجابة عند الآخرين، وهنا تكمن الخطورة، فقد تصل لمعلومات مضللة وخاطئة، فصديقاتها يفتقرن مثلها للمعرفة والخبرة والحكمة، والأخطر دخولها في علاقات غير سوية في عالم افتراضي، بحثا عن المعلومة أو الصداقة أو الحب. 12. احرصي على وجود حوار دائم بينكما، قائم على الود والصداقة والصراحة وتفهم المشاعر. 13. شجعيها على الصراحة، وعدم اللجوء للعقاب حين تصارحك بخطأ ارتكبته، بل أثني على اعترافها بالخطأ، واكتفي في البداية باعتذارها ووعدها بعدم تكرار الخطأ. 14. حين تعلمي أن صغيرتك كبرت وتشعر بعاطفة تجاه أحدهم وصارحتك بمشاعرها، احتويها ولا تلوميها، وتفهمي مشاعرها لتقبل نصيحتك. 15. المرونة والتسامح مع ابنتك طريقا لكسب ثقتها وصداقتها. 16. احرصي على العبارات الإيجابية معها لا السلبية. 17. التوازن بين التدليل والحسم وليس التسيب أو القسوة. 18. التوازن بين الاحتواء ومنح الثقة وليس الإهمال أو الحماية المفرطة. 19. امنحيها الثقة والحرية المسؤولة والاستقلالية والاعتماد على النفس. 20. كوني رقيبة عليها بعين صديق محب لا حارس أو سجان.
