قال الدكتور محمود فتوح، المتحدث الرسمى باسم النقابة العامة لمصنّعى المستحضرات الطبية لدى الغير، إن وفاة الأطفال بمحافظة بنى سويف إثر علاجهم بمحاليل جفاف من إنتاج شركة «المتحدون» يستدعى فتح الملف الشائك والخاص بمخازن وزارة الصحة، والتى يمكن وصفها بأنها «زبالة، وحرام نخزن فيها فئران»، على حد وصفه، كما أن الشركة تجاوزت ب«ضرب التشغيلة». وإلى نص الحوار: ■ بداية.. كيف ترى ما حدث للأطفال بمحافظة بنى سويف؟ - وفاة الأطفال ببنى سويف تكشف فساد المنظومة الصحية، وما تعانيه من إهمال واضح من قبَل الدولة، فضلاً عن إهمال القائمين عليها بداية من تحليل الأدوية وحتى علاج المريض بها. ■ برأيك ما السبب الحقيقى لوفاة الأطفال؟ - لا نستطيع أن نجزم بالسبب الحقيقى لوفاة الأطفال إلا بعد ظهور نتائج التحاليل الخاصة بعينات المحاليل، ونتائج تحاليل للأطفال، خاصة مع إعلان وزارة الصحة عن وفاة 2 من الأطفال بعد تناولهم المحاليل، واثنين آخرين قبل علاجهم بالمحاليل، ولكن القضية برمتها تطرح العديد من التساؤلات التى يجيب أن تجيب عنها وزارة الصحة. ■ ما أبرز ما تثيره القضية؟ - إذا كان المحلول هو السبب فى وفاة الأطفال، فذلك يستدعى أن يتم التحقيق فيما إذا كان غير صالح بسبب سوء التخزين من قبَل المديريات، أم أنه عيب فى التصنيع من قبَل الشركة. ■ كيف لنا أن نعرف أن المحاليل أصبحت غير صالحة بسبب سوء التخزين؟ - كل شركة أدوية لديها 20 نوعاً من الدواء الذى تنتجه، ويتم حفظه فى الحجز كنوع من الضمان لكل شركة إذا أثير أن الدواء سبّب مشاكل، أو أنه غير صالح، فإذا تم تحليل الدواء من نفس نوع التشغيلة، وأثبتت النتائج أن المحلول بحجرة الحجز غير صالح، وبالمخازن منتهى الصلاحية أيضاً فإن العيب فى المحلول. ■ ولو كانت النتيجة غير ذلك فما السبب؟ - إذا كانت النتيجة غير متطابقة بين المحلول بحجرة الحجز وبالمخازن، فإن السبب يرجع إلى تخزين المحلول، وهو السبب الأرجح، حيث إن مخازن وزارة الصحة لا تصلح لتخزين الأدوية لأنها عبارة عن «زبالة وحرام نخزن فيها فئران». ■ وما رأيك بشأن زيادة الشركة لعدد الإنتاج عن المفترض لكل تشغيلة؟ - هذا خطأ يجب أن تحاسب عليه الشركة لزيادة العدد عن المسموح، ويضعها فى موقع شبهة، لأن هذا يسمى «ضرب تشغيلة» للدواء، ومن الضرورى تحليل المحاليل كيميائياً وبيكرولوجياً. ■ حديثك يشير إلى أنك تتهم مخازن الوزارة بأنها السبب فى عدم صلاحية المحاليل؟ - ليس ذلك بالضبط، ولكن المخازن لها دور أساسى، حيث إنها غير مكيفة ودرجة الحرارة مرتفعة للغاية تساهم فى انتهاء صلاحية المحاليل بطريقة سريعة، كما أن المخزن الرئيسى لوزارة الصحة، وهو مخزن التموين الطبى، يعانى من ذلك القصور.
