تتميز شبكات الصرف الصحى فى مناطق الزمالك والمهندسين وغيرهما من المناطق الراقية، بأن تصميمها لا يسمح بانسداد المواسير، ونادراً ما تحدث بها أزمات تؤدى إلى غرق الشوارع، وعندما يحدث ذلك سرعان ما تتحرك سيارات الحى لإصلاحها. ويقول محمد مصطفى، 40 سنة، أحد ساكنى شارع أنس ابن مالك بالمهندسين، إن شبكة الصرف الصحى فى منطقة المهندسين ترجع إلى سنوات طويلة مضت، لكنها تتميز بأن استخدامها لا يمكن مقارنته بالمناطق الشعبية، حيث إن الصرف فى هذه المناطق يتسم بعشوائية السلوك الذى يؤدى إلى انسداد شبكة الصرف مرات متتالية، أما فى المهندسين فأغلب القاطنين فى المنطقة من أصحاب الوعى بأهمية عدم حدوث مشكلة داخل مواسير الصرف، وبالتالى فإن سلوكهم وتعاملهم مع المياه والصرف يتميز بشكل حضارى. ويضيف «محمد» أن شبكة الصرف الصحى فى منطقة المهندسين نادراً ما تتعرض لأعطال، وعندما يحدث ذلك يتم الاتصال بالبلدية، التى سرعان ما تأتى بسيارة الصرف الكبيرة وتقوم بتصليحها، فضلاً عن أن ضعف الاستخدام من قبل الأهالى، يساهم فى الحفاظ على الشبكة كل هذا الوقت، فشبكة الصرف فى منطقة المهندسين يعود تاريخها إلى الثمانينات وتُجرى لها عمليات صيانة بشكل مستمر. ويوضح محمد أنه نظراً لوجود حراس العقارات على مداخل العمارات فى المهندسين، فإن أغطية البالوعات لا تتعرض للسرقة كما يحدث فى المناطق الشعبية، وأن هؤلاء بمجرد رصد أى شخص غريب يحوم حول إحدى العمارات أو إحدى البالوعات يقومون بمطاردته أو الإبلاغ عنه. وتقول عايدة سليم، 55 سنة، حارسة أحد العقارات بشارع رياض بالمهندسين، إنها تسكن بالدور الأرضى من العمارة، وإن شبكة الصرف فى المنطقة نادراً ما «تطفح»، ولكن عندما يحدث ذلك فى الشارع، فإن المياه تصل داخل الحجرة التى تسكن بها فى الدور الأرضى، حيث إنه يوجد أمام باب حجرتها بالوعتان فرعيتان تطفحان بالمياه عندما تسد شبكة الصرف فى الشارع وينزل جميع صرف شقق العمارة إلى حجرتها، قائلة «بغرق فى شبر ميه لما الشارع ينسد ويطفح، والميه بتدخل علىَّ فى الأوضة، وكل ما حد يستخدم الميه من شقق العمارة بتنزل عندى فى الأوضة». وتضيف عايدة أنه نظراً لأن شبكة الصرف الصحى قديمة فى المنطقة فإنها منخفضة وليست عميقة وهو ما يجعلها تطفح أمام حجرتها، وتشير إلى أن كثرة انسداد المياه يحدث فى الصيف، نظراً لاستخدام المياه المتزايد فى فصل الصيف، وأنه عندما تتعرض للانسداد يقوم أحد السكان بالاتصال بالبلدية لإصلاحها، وأن سيارات الصرف الصحى تأتى فى نفس يوم الاتصال ولكن بعد أن تكون حجرتها قد امتلأت بالمياه. وتوضح «عايدة» أن المياه التى تُغرق غرفتها وغرف الكثير من «البوابين»، خطر على هذه العقارات، لأنها تتسبب فى تآكل الأساسات، وأنه يجب أن يتم تعديل الصرف الصحى فى شوارع المنطقة، بحيث لا يسمح للمياه أن تتسرب إلى الأدوار الأرضية من العمارات، حيث إن بعض العقارات القديمة فى المنطقة بدأت تتصدع بسبب مياه الصرف الصحى ولكن سرعان ما يقوم الأهالى بإصلاحها وترميمها. وأمام إحدى العمارات بمنطقة الزمالك يجلس عبده على مقعده الوثير، يرمق المارين بنظرات فاحصة، يقول إن بالوعات الصرف الصحى فى منطقة الزمالك نادراً ما تتسرب منها المياه أو تتعطل، لأنها منشأة بطريقة مائلة لا تسمح للمياه بأن تتوقف، وإنه عندما تتوقف يقوم أحد السكان بالاتصال بالحى الذى يقوم بإرسال سيارة متخصصة لإصلاح البالوعات. ويضيف «عبده» أن انسداد البالوعات يحدث فى الغالب مرة كل شهر ويكون فى فصل الشتاء نظراً لتجمد الدهون التى تنصرف من مطابخ الشقق فى مواسير الصرف الصحى، وأنه عندما يتم إصلاح شبكات الصرف فإنه لا يستخرج منها أشياء ثقيلة أو ملابس كما يحدث فى المناطق الشعبية.
