قالت العقيد نشوى محمود، الضابطة بالشرطة النسائية التابعة لإدارة مكافحة العنف ضد المرأة، إن هناك تراجعاً محدوداً فى نسب التحرش بالمرأة، بسبب الكثافة الأمنية فى جميع المناطق المعتاد أن يحدث فيها التحرش، وغالبية المتحرشين من صغار السن (العيال) ويتحرشون بفتيات فى مثل أعمارهم. وأشارت «نشوى»، فى حوارها مع «الوطن»، إلى أنها أمسكت بما لا يقل عن 70 متحرشاً، لتحرير محاضر ضدهم، خلال أيام العيد الثلاثة، على الرغم من أنها لا تعتبر المعاكسة اللفظية تحرشاً.. وإلى نص الحوار: ■ فى البداية.. هل سبق أن تعرضتِ لمضايقات من الشباب أثناء تأدية عملك؟ - كثيراً ما أتعرض للمعاكسات اللفظية، ودائماً ما آخذ الموضوع على محمل التهريج، وأحياناً أذهب لهم وأتحدث معهم ب«تهريج»، ثم أعطى لهم درساً توعوياً حول مناهضة التحرش، وأحاول أن أكون لطيفة مع الناس، وأشرح لهم دورنا حتى يساعدونا. ■ ما الدور الذى تلعبه الشرطة النسائية فى الشارع؟ - الشرطة النسائية هى مجموعة من الضابطات يتبعن إدارة مكافحة العنف ضد المرأة، وتوجد تلك المجموعة دائماً فى الشارع، بجميع المناسبات والأعياد، وأحياناً فى صلاة الجمعة لحماية النساء والرجال من أى عنف أو تجاوز أو مخالفات، واتخاذ الإجراءات القانونية ضد المخالفين، وفى عيد الفطر هذا العام وضعنا خطة محكمة لتأمين الفتيات والحد من ظاهرة التحرش. ■ هل هناك تراجع فى نسب التحرش هذا العام مقارنة بالأعياد والمناسبات الأخرى؟ - هناك وجود أمنى مكثف هذا العيد، وهو ما حد من نسب التحرش، ولكن هناك أموراً يعتبرها الأطفال والشباب مظاهر للفرحة، مثل إلقاء الألعاب النارية، من «بمب وصواريخ» من الشرفات على المارة من الفتيات، وهو ما لا أستطيع اعتباره تحرشاً، بقدر ما هو سلوك سيئ. ■ ما الفئة العمرية للمتحرشين؟ - أغلب المتحرشين من صغار السن (العيال)، تتراوح أعمارهم من 9 سنوات حتى 15 سنة، وهم لا يدركون معنى التحرش بقدر ما يقلدون ما يشاهدونه فى الأفلام، وهؤلاء يحتاجون لمجهود أكبر لتوعيتهم بأن ما يفعلونه خطأ، والنسبة الأكبر من الفتيات ضحايا التحرش، من الفئة العمرية نفسها، يعنى «عيل» عاكس «عيلة». ■ ما أبرز المشاكل التى تم رصدها فى الشارع هذا العيد؟ - المشاجرات بين الفتيات والشباب، فالواحد منهم عندما يعاكس الفتاة لفظياً ترد عليه بالشتائم والسباب، وهنا تبدأ «الخناقة» بينهما، ونتدخل لفض الاشتباك، ونؤكد طوال الوقت على ضرورة الفصل بين الشباب والبنات أمام دور السينما -مثلاً- منعاً للاحتكاك وسط الزحمة الشديدة، كأن يجرى تخصيص باب محدد لدخول الفتيات حتى لا يقفن بين صفوف الشباب. ■ ما قصة الصور والفيديوهات المنتشرة لك على «فيس بوك»، وأنت تستوقفين أحد الشباب أمام دار سينما؟ - كنت أقف على باب السينما، وحدثت مشاجرة بين رجل وزوجته، تطاول فيها بالسباب على الزوجة لتأخرها فى طابور السيدات للحصول على التذاكر، فعسكرى التأمين تدخل لتهدئته، إلا أنه تطاول عليه، وهنا تدخلت وسيطرت على الرجل وسحبته خارج الزحام. ■ هل هذا النوع من التحرش أو العنف يحتاج لتحرير محضر بشأنه؟ - لا، أكتفى فقط بلفت نظر الرجل، كما أننى لا أعتبر المعاكسات اللفظية تحرشاً، لأن أغلبها «لعب عيال»، ولكن حينما تتوقف سيارة نقل فى منتصف الشارع وتعطل المرور ويقف الشباب فى الشنطة يرقصون ويخلعون الملابس على طريقة «عبده موتة» أمام المارة، فلا بد من التدخل. ■ قلتِ إنك تدافعين عن الفتيات والشباب.. هل هناك تحرش بالشباب؟ - أحياناً فى الزحام الشديد، يحدث تصادم بين أحد الشباب والفتيات، فتصرخ الفتاة معتبرة ذلك تحرشاً، ومن خبرتى أستطيع أن أفرق بين المتحرش عن قصد، وعن غير قصد، فأمس الأول، مثلاً، تم القبض على رجل يقف بين طابور النساء والرجال، ويلمس جسد كل سيدة أو فتاة تمر، فتم اقتياده إلى قسم الشرطة لتحرير محضر ضده. ■ كم محضراً تم تحريره هذا العيد من جانبك؟ - أنا سلمت ما لا يقل عن 70 متحرشاً جنسياً لأقسام مختلفة. ■ ما الجديد فى أنواع التحرش هذا العام؟ - الجديد ليس فى شكل التحرش بقدر ما هو فى ملابس الشباب وأشكالهم، فموضة حلق الشعر، وغيرها ما هى إلا تقليد أعمى لما يحدث فى الأفلام، دون فهم إذا كانت هذه الملابس مناسبة لهم أم لا، كما أن استخدام «الصافرات والزمامير» فى الشارع فى إطار الاحتفال من المراهقين أصبح شيئاً مزعجاً للمارة. ■ هل وجهت انتقادات للفتيات فى الشارع بسبب ملابس مثيرة؟ - لم يحدث، فالفتيات من حقهن ارتداء ما يشأن، وأن يكون الشارع آمناً يسمح لهن بالتحرك بحرية. ■ ما أعلى المناطق كثافة فى التحرش خلال الأعياد؟ - الأعلى كثافة، هى المناطق أمام السينمات، ومن الأمور التى تجعلنى أشعر بالحزن، أن أرى سيدة حاملاً، تتعرض ل«البهدلة» فى الزحام، بسبب أنها تريد دخول سينما فى العيد، وأنا لا أعلم لماذا لا تنتظر لما بعد العيد، فالفيلم عرضه سيستمر.