تلقت المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل انتقادات قوية، بعد أن حدثتها طفلة فلسطينية ضمن مجموعة من أطفال المدارس، عن السياسة الألمانية القاسية تجاه اللاجئين. والطفلة الفلسطينية التي أسمها ريم (10 سنوات)، موجودة برفقة أفراد عائلتها في ألمانيا بانتظار تمديد فترة بقائهم هناك، وهم يواجهون احتمال الترحيل من ألمانيا في حالة رفض طلبهم. وقالت الطفلة خلال لقاء تلفزيوني للمستشارة الألمانية "إنه من الصعب حقا أن ترى الآخرين يستمتعون بحياتهم، فيما أنت لا تستطيع فعل الأمر ذاته"، كما عبرت ريم عن آمالها في الدراسة في ألمانيا التي ستدمر في حال أجبرت على مغادرة البلاد. وأضافت ريم، أنها كانت تدرس بمدرسة "بول فريدريش شيل" في روستوك، لمدة 4 سنوات، وأصبحت تجيد اللغة الألمانية والإنجليزية، فضلاً عن السويدية، وتريد مواصلة دراستها. لكن ميركل ردت على الطفلة الفلسطينية بالقول "أنا أفهمك لكن السياسة تقسو في بعض الأحيان، فأنت تقفين أمامي كإنسان لطيف للغاية، لكنك تعلمين أنه في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان يوجد الآلاف والآلاف من الناس، وإذا قلنا لا مانع أن تأتوا إلينا جميعا، ولا مانع أن تأتوا جميعا من إفريقيا، فلن يمكننا معالجة ذلك الموقف". ودافعت المستشارة الألمانية، على إثر ذلك بالدفاع عن السياسة الألمانية بشأن اللاجئين، أمام الكاميرات، ومشاهدي التلفزيون. وبعد ذلك بوقت قصير بدأت ريم في البكاء، واتجهت ميركل التي بدت عليها الدهشة نحو الفتاة الصغيرة محاولة تهدئتها، ووضعت يدها على كتفها، وقالت "آه إنه لأمر جيد"، لكن مقدم البرنامج قاطعها بقوله "لا أعتقد أن القضية تتعلق بالأمر الجيد، لكنه في الحقيقة وضع صعب للغاية". وواجهت ميركل انتقادات وسخرية على نطاق واسع على الإنترنت، منها تغريدات على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، تحمل هاشتاج "#merkelstreichelt " أي "ميركل" إضافة إلى مقطع فيديو للمحادثة التي دارت بين المستشارة الألمانية، وريم. وانتاب مستخدمي تويتر غضب وامتعاض كبيران من موقف ميركل، وكانت الانتقادات تحمل عبارات من قبيل "ميركل بلا قلب ولا رحمة"، و"ميركل تواجه بكاء لاجئة شابة وتبرر أسباب ترحيل أسرتها". ولم يقف الأمر عند ذاك الحد بل إن مشاورات دارت مع المستشارة الألمانية، صرحت على إثرها مفوضة الحكومة الألمانية لشؤون اللاجئين أيدان أوتسوجوز، لموقع "شبيجل أونلاين"، أنه سيتم تمكين الفتاة وعائلتها من البقاء في ألمانيا حيث تم تغيير أحد القوانين المتعلقة بمثل حالة ريم حتى يتمكن "الشباب المندمجين من الحصول على آفاق عندنا". وأكدت أوزغور أنه لا مصلحة لأحد في استبعاد الناس الذين عاشوا فترة طويلة في ألمانيا.