تسعى حكومة الرئيس اليمني المعترف به دوليًا عبدربه منصور هادي المقيم في الرياض إلى الاتخاذ من مدينة عدنالجنوبية موطئ قدم لها عبر إيفاد عدد من الوزراء والمسؤولين، بعد التراجع الكبير للمتمردين الحوثيين وحلفائهم في المدينةالجنوبية. وكان المتحدث باسم الحكومة راجح بادي، قال أمس، لوكالة "فرانس برس"، إن 3 وزراء "سيعودون خلال الساعات المقبلة" إلى عدن. وحسب بادي، يقوم وزراء الصحة والداخلية والنقل ب"الاطلاع على الأوضاع وعلى حجم الدمار"، إذ أن الحكومة كان لديها "خطة بالعودة إلى عدن تدريجيًا منذ البداية، ومعظم المدينة آمنة، والحكومة تعمل لتأمينها بشكل كامل". إلا أن مسؤولاً محليًا، أكد لوكالة فرانس برس بعيد ظهر الخميس، أن "أيًا من وزراء حكومة الرئيس هادي لم يصل بعد إلى عدن" فيما قال مدير أمن المطار عبدالله قائد للصحفيين أن "أي طائرة لم تحط في المطار، "الذي باتت تحت سيطرة القوات الموالية لهادي". من جانبه، قال ياسين مكاوي مستشار هادي لوكالة "فرانس برس"، إن "الترتيبات ما زالت جارية لوصول الوفد الرسمي إلى عدن"، مشيرًا إلى أن الوفد الحكومي، "سيتولى وضع الترتيبات للاستجابة للحاجات العاجلة لسكان عدن". وحسب مكاوي، فأن الأولوية بالنسبة للحكومة اليمنية حاليًا في عدن هي تنظيم حملات نظافة لمنع انتشار الأوبئة وتأهيل المستشفيات، وتأمين الموانئ، والمطار لتسهيل وصول السفن وإيصال الأغاثة وإجلاء الجرحى. وأكد مكاوي وجود "خطة متكاملة لتحرير المناطق الأخرى بعد عدن، بالتقدم نحو لحج وتعز" في جنوب البلاد، مشددًا على أن "تحرير عدن سيكون له تأثير كبير في تحريك الأوضاع لطرد المتمردين من المناطق الآخرى". ويأتي ذلك بعد تراجع الحوثيون في المدينةالجنوبية أمام تقدم عملية "السهم الذهبي"، التي تشنها "المقاومة الشعبية" التي تقاتل المتمردين بدعم جوي، وبحري من التحالف العربي الذي تقوده السعودية منذ صباح الثلاثاء. وشنت مقاتلات التحالف، أمس، سلسلة غارات على مواقع الحوثيين عند المدخلين الشمالي والشرقي لعدن، وعلى المناطق التي ما يزالون يتحصنون فيها في أحياء كريتر، والتواهي، والمعلا. وفي سياق متصل، قال علي الأحمدي، وهو أحد المتحدثين باسم "المقاومة الشعبية"، إن 14 مقاتلاً من الحوثيين قتلوا أثناء عملية تحرير 22 عنصرًا من "المقاومة"، كانوا محتجزين في مبنى القنصلية الصينية في حي خور مكسر، مساء الأربعاء. وقتل مدنيان في قصف للحوثيين على منزل في دار سعد مصادر محلية. وذكرت مصادر محلية، أن "المقاومة الشعبية" تقود حملة عبر مكبرات الصوت تحث فيها المقاتلين الحوثيين في أحياء كريتر، والمعلا، وخور مكسر على الاستسلام مقابل تأمين خروج آمن لهم.