حذر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، من منع المواطنين المسلمين الصينيين من إقامة شعائرهم ومنعهم من الصوم في شهر رمضان، مؤكدًا أن ذلك سينعكس بالسلب على الصين. جاء ذلك خلال استقبال شيخ الأزهر للسفير الصيني بالقاهرة سونج إيقوه. وأكد الطيب، أن الأزهر باعتباره محط أنظار المسلمين، يشدد على حرية المواطنين المسلمين الصينين في إقامة شعائرهم الدينية بعد أن تناقلت وسائل الإعلام منعهم من الصوم. وأضاف، أن الصين دولة كبرى تربطها بمصر علاقات تاريخية تقوم على التعاون المشترك بين البلدين، موضحًا أن الأزهر الشريف يعمل على إقرار السلام بين جميع الدول والشعوب، ويراعي في مناهجه إعلاء قيم التسامح والعدل والحرية والتعايش وقبول الآخر، كما أن التعليم في الأزهر يخلق جيلًا متسامحًا متماسكًا، يحافظ على استقرار الأوطان ونهضتها، ويقدر حقوق المواطنة. وأشار الطيب إلى أن الأزهر بالتعاون مع مجلس حكماء المسلمين أطلق قوافل السلام إلى عددٍ من الدول الأجنبية في قارات إفريقيا وآسيا وأوروبا وأمريكا، لإعلاء قيم السلم والحوار والتسامح وتعزيز التعاون والقدرة على العيش المشترك بين الشعوب، والتأكيد على حرمة الاعتداء على النفس البريئة، وأن هناك قافلة ستُسيَّر إلى الصين. من جانبه، قال السفير الصيني، إن بلاده تقدر الدور الكبير الذي يقوم به الأزهر الشريف وإمامه الأكبر في نشر الإسلام الوسطي المعتدل، الذي لا يقر العنف ولا الإرهاب، مؤكدًا أن بلاده تتطلع لتوسيع الشراكة مع مصر، وتعزيز التبادل العلمي مع الأزهر الشريف الذي يدرس به نحو 3000 طالب من الصين، نظرًا للمكانة الكبيرة الذي يحظى بها في قلوب مسلمي الصين. وأضاف السفير الصيني، أن الحكومة الصينية تولي اهتمامًا كبيرًا بأبناء الشعب الصين على اختلاف قومياتهم وديانتهم دون تفرقة، وأن الدستور الصيني ينص على أنه لا يمكن بأي حال من الأحوال إجبار المواطن على أن يؤمن أو لا يؤمن، لافتًا إلى أن المسلمين منتشرون في جميع أنحاء الصين، والحكومة الصينية تحترم بشكل كامل حرية المسلمين الصينيين في إقامة شعائرهم، نافيًا فرض قيود عليهم؛ لإيمانهم الكبير بحرية الاعتقاد.