سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الشيخ عبدالله النعيم في حوار ل«الوطن»: نقدم خدماتنا ل470 مدينة عربية الشيخ عبدالله العلى النعيم: نقدم خدماتنا ل470 مدينة عربية من ضمنها محافظات ومدن مصرية
المعهد يعمل ك«قناة» لنقل أحدث ما يتوصل إليه العالم في إدارة المجتمعات للدول العربية يعتبر إحدى القامات العربية التى تعمل في صمت دون الحديث عن الإنجازات التى يشارك في صناعتها، سواء داخل المملكة العربية السعودية أو في العواصم والمدن العربية، كان أميناً لمدينة الرياض، ثم أميناً عاماً للجنة تطويرها، حتى سمت السلطات السعودية أحد شوارع المدينة باسمه، وهو عضو مؤسس في مجلس إدارة منظمة العواصم والمدن العربية، وعضو في مجلس إدارة منظمة كبريات مدن العالم، ويرأس حالياً مجلس إدارة المعهد العربى لإنماء المدن، الجهاز العلمى والفنى لمنظمة المدن العربية التى تضم في عضويتها 470 مدينة عربية تمثل 22 دولة من بينها محافظاتالقاهرة والجيزة، والإسكندرية.. إنه الشيخ عبدالله العلى النعيم. «النعيم» تحدث في حوار خاص ل«الوطن» عن مشاريع معهد إنماء المدن العربية بالتعاون مع مصر، وأحدث الاتجاهات العالمية في مواجهة مشاكل المدن والمحافظات، وكيفية مواجهتها، وإلى نص الحوار: * يساعد معهدكم الحكومات العربية في تطوير مدنها.. ما طبيعة الدور الذى يلعبه معهدكم في المنطقة العربية حالياً؟ - بداية، أود أن أوضح أن الدولة تمثل الهيئة العامة الأصيلة في نطاق إقليمها، والحكومة هى الجهة الممثلة لهذا الكيان القانون، ولما كان التضخم والتعقيد سمة تميز وظيفة الدولة المعاصرة؛ فإن ذلك يضاعف ويعقد وظيفة الإدارة العامة والمحلية. والإدارة المحلية والبلدية تهدف في أساسها للنهوض بمستوى المجتمعات وتنميتها على مختلف الأصعدة، وذلك يتم من خلال جعل المجتمع المحلى يتعامل بشكل يجعل مواطنى تجمعاته يشاركون في أنشطته، كما تمثل المناطق الحضرية مراكز التجمع البشرى والنشاط الاقتصادى والتفاعل الاجتماعى والتطور العلمى والثقافي والتفني والتقدم العلمى الحديث. وعمل جهات الإدارة في المدن والبلديات يقوم على تنسيق جهود المجموعات البشرية، وأهمية الإدارة اليوم تبدو في كيفية مواجهة أعباء العمل الكثيف والمتنوع والمتزايد مع الزيادة المطردة في عدد السكان، والطلب المتزايد للخدمات، ومطالب الجماهير الملحة، والتطور السريع في حياة المدن، ونوضح هنا أن تقرير الأممالمتحدة يشير إلى أن عدد سكان العالم سيصل إلى ثمانية مليارات ونصف نسمة بحلول عام 2025 ميلادياً، ومعظم تلك الزيادة ستكون في البلدان النامية. * أوضحت في حديثكم أهمية إدارة المدن، ولكن ما دور معهد إنماء المدن في المنطقة حالياً؟ - في إطار الدور المتعاظم للبلديات ودورها في التنمية، أدركت مدن الدول العربية الحاجة إلى جهاز يدعم جهودها التنموية؛ فكان إنشاء المعهد العربى لإنماء المدن، ليقوم بدور رائد في مجالات التدريب، والأبحاث، والدراسات، والاستشارات، والتنمية الحضرية والإدارية بشكل خاص. * وكيف يقوم المعهد بهذا الدور؟ - بدأ المعهد نشاطاته بصورة فعلية منذ عام 1980 ميلادياً، راعى في تنفيذ أنشطته فيها أن تكون متصلة بالواقع ومتطلبات الإصلاح والتطوير لرفع مستوى الخدمات، والمرافق البلدية في المدن العربية على قدر احتياجاتها الحقيقية، والتى برزت من خلال أعمال المسح وجمع البيانات التى قام بها معهدنا أو من خلال توصيات المؤتمرات العامة لمنظمة المدن العربية، واللقاءات العلمية، ما أتاح للمعهد مواكبة الاحتياجات وإعطاء الأولوية للموضوعات ذات الاهتمام المشترك. * وهل يتابع المعهد التطورات العالمية للاستفادة منها؟ - إحدى أنشطة المعهد هى تقديم الاستشارات والخبرات الفنية والمهنية للمدن مع الاستفادة من برامج المساعدات الدولية للقيام ببعض الاستشارات ومشاركة خبراء الأجانب، كما لنا تعاون واتصالات وعلاقات خارجية؛ فالمعهد يشارك مع الجهات ذات الصلة سواء المحلية أو الإقليمية أو العالمية سواء حكومية كانت أو من المجتمع المدنى أو القطاع الخاص. ونظراً لمكانة المعهد العلمية والاستشارية في المنطقة العربية؛ فإنه عمل كقناة يتم بواسطتها ومن خلالها متابعة ورصد الأفكار والاتجاهات العالمية الحديثة في الممارسات التنموية الإدارية والفنية وتوفيرها لمدن المنطقة العربية. * أصدر المعهد العديد من الدراسات القيمة لحكم المدن.. فهل هناك مكتبة خاصة يمكن أن تستفيد بها المدن حال طلب ذلك؟ - يضم المعهد مكتبة متخصصة في الحكم والإدارة المحلية، وتعتبر هى المكتبة الوحيدة المتخصصة في المنطقة العربية، وتضم أكثر من 50 ألف كتاب وموسوعة ومجلة دورية، كما يضم مركزت معلومات للمدن الأعضاء لجمع البيانات والإحصاءات وتبويبها وتصنيفها وتحليلها. هذا ويقوم المعهد بإعداد وإخراج نشاطاته كتباً ومطبوعات طبقاً للأصول العلمية. * أعلن المعهد عن برنامج "إستراتيجية تنمية المدن".. ما هو البرنامج.. وما الذى يرمى إليه المعهد بتنفيذه؟ - البرنامج هو وسيلة لتطوير رؤية اقتصادية للمدينة أو للمنطقة، وإستراتيجية للتنفيذ وإطار عام لتحقيق تلك التنمية، والارتقاء بأساليب مدننا العربية لتحقيق الاستدامة الاجتماعية والبيئية، ويعمل البرنامج على ثلاث محاور رئيسية هى المدينة صديقة الأطفال، والحد من الكوارث، والمدن الذكية والتحضر. * وما أبرز ما يتضمنه محور الحد من الكوارث في البرنامج؟ - يشمل البرنامج تحديد أماكن المخاطر والتقييم التحليلي للمخاطر على مستوى البلديات المحلية، وجمع البيانات لتوظيفها في التوافق مع القوانين، ورفع الوعى بنظم الإنذار المبكر، وتقنيات البناء المبتكرة وقاعدة مرنة للبنية التحتية لمجابهة المخاطر في المناطق المعرضة للمخاطر الطبيعية أو التى هى من صنع البشر. كما سيتم رصد تنامى الزيادات في الأطراف الحضرية للمجالس البلدية المحلية من أجل عمل تقييم مبدئى لمشاريع التخطيط للإسكان لما بعد الكوارث بأسعار معقولة، وبنوك للمواد، وبرامج للقروض الصغيرة، وتقديم الخدمات المجانية للمجتمع. وسنعمل على رصد التكاليف الإدارية لتنفيذ الإسكان الحضرى للجماعات النازحة بسبب الكوارث، وتمويل التشييد، وقيمة المساكن وأسعار الأراضى بالتعاون مع البلديات المحلية وجماعات النازحين من أجل رصد أثر نظامية إعادة التوطين، وبرامج تمليك الأراضى. وسيتم أيضاً جمع البيانات الجيولوجية لنظم المعلومات الجغرافية، والمخاطر الطبوغرافية والهيدرولوجية والبيئية للقيام بعمل تقييم علمى ووضع تصور تراكمى للإسكان المستدام في المستقبل، والارتقاء بتدخلات إعادة التوطين. * ماذا عن محور "المدن الذكية"؟ - سنعمل على برامج تدريبية للحكم المحلى الذكى، على أن تهدف إلى مشاركة المواطنين الفعالة في صنع القرارات العامة، وإلى الأداء الذكى للإدارة البلدية في تقديم الخدمات، وإدارة وتنظيم البنية التحتية، والتنقل الذكى. وفي السياق الحضرى للفقر في الطاقة، سيتم وضع إطار عام لمشروع تكنولوجيا الطاقة المتجددة للحد من الفقر، وسوف يركز هذا المشروع على استهداف الطلب المتزايد على الكهرباء وخدمات البنية التحتية الذى تشهده المستوطنات العشوائية في الكثير من الحواضر العربية الكبيرة والمناطق الريفية المحيطة. وسوف يتم في هذا المشروع إدارة القدرة على مد الكهرباء لتحقيق أقصى ما يمكن لإيصالها لفقراء الحضر المقيمين على أراض غير مصرح بها ولا يحق لهم الوصول لشبكات الربط الكهربائى بطريقة رسمية. * ماذا عن برنامج المرصد الحضرى بالمعهد؟ - هذا البرنامج هو استمرار لدورنا في توفير الدعم الفنى للمدن العربية، حيث إن المراصد الحضرية لها دوراً هاماً في تشخيص، ورصد الأوضاع والأنماط الحضرية، وتغذية صناعة القرار في شؤون التنمية الحضرية بالمعلومات، ووقع المعهد عدة اتفاقيات ومذكرات تفاهم مع عدة مدن عربية لإنشاء وتطوير المراصد الحضرية بها مثل توقيع اتفاقية مع مدينة الإسكندرية بمصر لتقديم الدعم الفنى وتطوير المرصد الحضري للمدينة. * وهل ينفذ المعهد أنشطة متعلقة بالشباب والأطفال في العالم العربى؟ - ينفذ معهدنا برنامجاً للأطفال والشباب في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا استجابة لإعلان عمان الذى صدر عن مؤتمر "الأطفال والمدينة" الذى نظمه المعهد بالتعاون مع البنك الدولى، وأمانة عمان الكبرى أواخر عام 2002، ويهدف برنامجنا لنشر الوعي بحقوق الأطفال والشباب، واحتياجاتهم، وخاصة الفئات المهمشة، وبناء قاعدة للمعرفة تتناول القضايا الرئيسية التى تواجه الشباب، فضلا عن بناء قدرات الإدارات المحلية لتتمكن من تحسين رفاهية الأطفال والشباب، ومساندة المعنيين بالأطفال والشباب في سعيهم لتحريك الموادر، وتكوين آلية مرنة لتمويل المشروعات. ونفذ البرنامج العديد من الأنشطة والمشروعات لتحسين أوضاع الأطفال في عدد من المدن العربية، ونذكر منها على سبيل المثال لا الحصر التمكين الاقتصادي والاجتماعي لشباب الشارع في محافظتى القاهرة والجيزة بمصر، وإعادة دمج المتسربين من التعليم في الخرطوم وصنعاء وطرابلس اللبنانية، بالإضافة لجعل بعض المدن صديقة للأطفال في عمان، وحلب، والدوحة، ومسقط، كما نفذ المعهد مشروع تعزيز المشاركة المجتمعية للمرأة السعودية من خلال تنظيم 13 دور تدريبية حول مشاركة المرأة السعودية في انتخابات المجالس البلدية التى تنظم العام المقبل. * ماذا عن برنامجكم لمواجهة "الفقر الحضرى"؟ - الفقر ظاهرة معقدة وذات أبعاد اقتصادية واجتماعية وغيرها، ورغم اختلاف مفهوم الفقر في البلدان والثقافات والأزمنة، إلا أن المتفق عليه أن الفقر يعد حالة من الحرمان المادى التى تتجلى أهم مظاهره في الحاجة إلى الغذاء كما ونوعا، وفي مشكلة المسكن والصحة والتعليم. وقد اهتم المعهد بدراسة واقع الفقر في بعض المدن العربية، وساعدها في إعداد وتنفيذ برامج ومشروعات لتساهم في تخفيف حدة الفقر الحضرى في كل من نواكشوط، وحلب، وتونس، وطرابلس اللبنانية.