أعطى ديفيد كاميرون رئيس الوزراء البريطاني، الضوء الأخضر للقوات الخاصة البريطانية (ساس)، لشن عمليات تصفية لقيادات "داعش" الإرهابي بسوريا والعراق. وقال كاميرون، "في ظل تزايد الخطر إزاء التهديد المباشر لبريطانيا، أعطيت القوات البريطانية الخاصة، تفويضًا مطلقًا لقتل أو اعتقال زعماء التنظيم الإرهابي، بما في ذلك العقل المدبر وراء المجزرة التي وقعت في منتجع سوسة بتونس، وراح ضحيتها العديد من السائحين البريطانيين"، بحسب صحيفة "ديلي ميل" البريطانية. وعلى الرغم من ذلك، منذ 4 شهور مضت، كان الموقف مغايرًا بعض الشيء، حيث قال وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون، إن حكومة بلاده رفضت دعوة البرلمان إلى توسيع مشاركة لندن في عمليات التحالف الدولي ضد "داعش"، معلنا أن دور بريطانيا فيها كاف، وفقًا لوكالة "روسيا اليوم" الإخبارية. وأشارت الوكالة، إلى قول فالون: "بريطانيا ما زالت تقدم الدعم الدبلوماسي والعسكري للحكومة العراقية والمعارضة السورية المعتدلة التي تحارب ضد داعش". وأضاف أن تصريحات لجنة الدفاع في البرلمان البريطاني، بشأن تحفظ حكومة ديفيد كاميرون على توسيع مشاركة لندن في التحالف الدولي، تعتمد على معلومات قديمة وغير صحيحة ولا تعكس الدور الذي تلعبه الحكومة منذ بداية العمليات العسكرية. تعتبر بريطانيا، شريكًا رئيسيًا في التحالف الدولي ضد "داعش"، منذ أن أعلنت عنه الولاياتالمتحدة في سبتمبر 2014 بمشاركة 40 دولة، واشتركت لندن بأسلحة ثقيلة وذخائر للقوات الكردية معززة بذلك شحناتها العسكرية السابقة، ويشمل الدعم البيشمركة، وكانت تفكر لندن في المشاركة في الضربات الجوية لكنها لم تتخذ قرارا بعد، وفقًا لصحفية "الحياة" اللندنية. كان وزير الدفاع البريطاني، لفت إلى أن القوات الجوية البريطانية شنت 194 غارة على مواقع "داعش"، منذ انطلاق الحملة ضدهم، وهذا الرقم لا يفوقه إلا غارات القوات الأمريكية، وأن البريطانيين دربوا نحو ألف جندي عراقي، ووردوا إلى العراق 400 طن من المساعدات العسكرية، إضافة إلى تقديم لندن المساعدة الإنسانية للعراق بمبلغ 39 مليون جنيه إسترليني. كما ذكر أن قرابة 600 جندي بريطاني يشاركون في مكافحة تنظيم "داعش" في العراق وخارجه، وشدد فالون على أنه حكومة بلاده تحاول التقليل من الخطر على بريطانيا ومصالحها في الشرق الأوسط، مؤكدا سعي حكومة كاميرون إلى مواصلة هذه الإستراتيجية، من خلال تصريحاته التي نشرتها وكالة "روسيا اليوم" في مارس الماضي. قالت صحيفة "ديلي ميل"، إنه من المتوقع أن تعمل قوة مكونة من 100 فرد من "قوات النخبة" في الحرب التي وصفتها ب"السرية"، جنبا إلى جنب مع القوات الخاصة الأمريكية وفرق قوات البحرية. وأكدت الصحيفة، أن الخدمات الجوية الخاصة ستعمل مع خدمة القوارب الخاصة البريطانية والمخابرات ومكاتب خدمة التنصت التابعة للحكومة البريطانية، من أجل استهداف "داعش" والجماعات الإرهابية الأخرى التي تشكل تهديدًا لبريطانيا. يذكر أن تنظيم "داعش" الإرهابي، تبنى عملية الهجوم التي استهدفت فندقًا في سوسة التونسية الأسبوع الماضي، ما أسفر عن مقتل 38 سائحًا أجنبيًا بينهم 30 بريطانيًا.