قال جمال طه، الكاتب والباحث في شؤون الأمن القومي، إن "معظم التجمعات القبلية التى نشأت على الحدود مباشرة مثل التومة، وأبوالعراج، واللفيتات، والجميعي، والمقاطعة، والمهدية، والحسينات، وغيرها، تعتمد في نشاطها الأساسي على التهريب، لكننا نتحدث عن حماية أمن واستقرار البلاد، ومحاربة التهريب سواء مخدرات أو سلاح أو بشر أو غيرها هو أمر ضروري أيضًا"، مطالبًا بمراجعة موقف كمائن القوات المسلحة. وأشار "طه"، في حوار ل"الوطن"، إلى أن "تعاملنا مع الكمائن كان بزيادة الدفاعات، وتحويل الكمائن الثابتة إلى أخرى متحركة، لكنها باستمرار تتحول إلى هدف سهل للإرهابيين، خاصة مع تلغيمهم للأراضي والطرق المحيطة لتعيق وصول قوات الدعم أو الإسعاف، بما يزيد من الخسائر في قواتنا؛ لذا لا بد من إعادة دراسة الوضع بما يمكن من توفير حماية بأكبر قدر ممكن لأبنائنا وهو أمر مهم حتى لا يكونوا هدفًا سهلًا يؤدي لإزهاق المزيد من أرواحهم". وعن تبرئة حركة حماس من "هجوم الأربعاء"، أوضح الباحث في شؤون الأمن القومي، أنه "يجب أن نقف على طبيعة العلاقة بين حركة حماس وجماعة أنصار بيت المقدس؛ فجماعة (داعش) في سوريا أصدرت بيانًا هاجمت فيه حماس قبل هجوم الشيخ زويد ب24 ساعة، وذلك في محاولة منها لتبرئتها مقدمًا، لكن تقديري أن حماس تورطت فيه؛ فالسيارات التي استخدمت في الهجوم هي من طرازات تلك التي تستخدمها حماس"، لافتًا إلى أن "الحديث عن أن فتح معبر رفح يعقبه عمليات إرهابية، هو أمر غير منطقي، بل يسيء لإجراءات التأمين المتبعة من قبل أجهزتنا الأمنية، وتهريب الأفراد والأسلحة والمعدات لن يأتي لنا من معبر رفح بل كما ذكرت من أنفاق لم يتم رصدها حتى الآن أو من البحر، ما يفرض وقفة موضوعية وحاسمة مع حماس". وطالب بدراسة سحب قوات الشرطة من سيناء لمواجهة التحديات الراهنة في المحافظات الأخرى في ظل تهديدات بتوسيع دائرة الاغتيالات، وتعميم استهداف المنشآت مثل محطات الكهرباء والمحولات، مؤكدًا أن القوات الخاصة للجيش سيكون عليها العبء الرئيسي خلال المرحلة المقبلة، في مواصلة الضغط على الإرهابيين لمنعهم من الاستعداد لشن عمليات كبرى جديدة، وبالتالي سرعة حسم المعركة، مشيرًا إلى أن الحسم النهائي لمعركة الوطن مع الإرهاب لن تتم قبل حسم معركة "جبل الحلال" الذي يمثل الرصيد الاستراتيجي للجماعات الإرهابية سواء بالسلاح أو الأفراد. وتوقع أنهم سيشنون هجومًا كبيرًا خلال المرحلة المقبلة لأنهم أصيبوا ب"نكسة كبرى"، وهو ما يظهر في عدم وجود أفلام يبثها التنظيم عن المعركة الأخيرة، بعد نجاح قواتنا في اصطياد العناصر المختصة بتصوير العمليات الإرهابية، متوقعًا أيضًا توسع نطاق محاولات اغتيال بعض الشخصيات المهمة المؤثرة مثل المهندس إبراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء، والدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، ووزراء سياديين، وعدد من الشخصيات العامة ورجال الإعلام والقضاء، مطالبًا بزيادة عمليات التمشيط والهجمات الاستباقية، خاصة بالمحافظات التي نجح بعض عناصر الإرهاب في التسلل إليها وعلى رأسها الشرقية، والفيوم، وبعض مناطق الجيزة وكفر الشيخ.