ساهمت اليونان منذ القدم في تطور صناعة وسك العملة، فكانت من أوائل الدول التي اخترعت النقود، ومنها استمد العرب "الفلس" و"الدرهم" و"الدينار"، لكن "دوام الحال من المحال"، فالعهد القديم لليونان تبدل مع تعاقب السنوات، حتى باتت تعاني حاليًا من تراكم الديون. أصبح المواطن اليوناني محروما من الأموال، حتى لو كان حسابه البنكي يقدر بالمليارات، لاسيما وأن الحكومة اليونانية اتخذت قرارات صارمة لمعالجة الأزمة المالية التي تواجهها، حيث أصبحت البنوك والمصارف مغلقة طوال الأسبوع، وليس مسموحًا سحب أكثر من 60 يورو يوميًا من ماكينات السحب الخاصة، وهي قيود تهدف إلى حماية النظام المالي لبلاد مطلوبة بأن تدفع مليارًا و600 مليون يورو تستحق لصندوق النقد الدولي، وإلا أعلنت إفلاسها. موقف صعب يعيشه المواطن اليوناني، فقد دفعه الاتحاد الأوروبي وصندوق النقد الدولي إلى النزول للتصويت على استفتاء، اليوم، بشأن ديون بلاده، المستاء منها دائنون أغلقوا السبت باب المفاوضات معها، في وقت قطعت فيه اليونان من جانب واحد المفاوضات، وأعلنت عزمها إجراء الاستفتاء. يأتي ذلك في الوقت الذي تقول فيه نتائج رسمية بعد فرز ثلثي الأصوات إن أكثر من 61% من الناخبين الذين شاركوا في الاستفتاء الشعبي الذي جرى اليوم الأحد رفضوا خطة الإنقاذ الدولية التي تتضمن تدابير تقشفية صارمة من جانب الاتحاد الأوروبي وصندوق النقد الدولي.