ولد المفكر السياسي الدكتور عبدالوهاب المسيري في دمنهور عام 1938، وتلقى تعليمه الابتدائي والثانوي، والتحق عام 1955 بقسم اللغة الإنجليزية بكلية الآداب جامعة الإسكندرية، وعُين معيدًا فيها عند تخرجه، وسافر إلى الولاياتالمتحدة عام 1963. يعتبر المسيري أستاذا في الأدب الإنجليزي، وقام بالتدريس في عدة جامعات مصرية وعربية، وله مؤلفات عديدة في الصراع العربي الإسرائيلي أبزرها موسوعة "اليهود واليهودية والصهيونية" التي صدرت في 8 مجلدات عام 1999 و"الأيديولوجية الصهيونية" وهي دراسة حالة في علم اجتماع المعرفة" (1981). وتعتبر موسوعة "اليهود واليهودية والصهيونية" للمفكر الراحل عبدالوهاب المسيري أحد أكبر الأعمال الموسوعية العربية في القرن العشرين، التي استغرقت منه 20 عاما استنزفت كل مدخراته، حتى أصيب بمرض السرطان خلال المرحلة الأخيرة من تأليفه لموسوعة "اليهود واليهودية والصهيونية" والتي تعتبر بإجماع المتخصصين السياسين موسوعية موضوعية علمية للظاهرة اليهودية بشكل خاص، وتجربة الحداثة الغربية بشكل عام، مستخدماً ما طوره أثناء حياته الأكاديمية من تطوير مفهوم النماذج. ظل المسيري طوال حياته منتميا لليسار المصري، حتى تم اختياره كمنسق عام للحركة المصرية للتغيير "كفاية"، وذلك عام 2007، وهي الحركة التي عارضت في تلك الفترة حكم الرئيس محمد حسني مبارك وسعت لإسقاطه من الحكم بالطرق السلمية ومعارضة بوادر فكرة توريث الحكم لابنه جمال مبارك من بعده. ومن أهم أعمال الدكتور المسيري موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية، والتي كتبت في 8 مجلدات، وكتاب رحلتي الفكرية، وهو عبارة عن سيرة غير تقليدية تصف المشوار الفكري له ولم يلتزم في سردها بالتسلسل الزمني لأحداث حياته، ومؤلفات أخرى في موضوعات مختلفة مثل العلمانية الجزئية والعلمانية الشاملة، وإشكالية التحيز، كما أن له مؤلفات أخرى في الحضارة الغربية والحضارة الأمريكية مثل الفردوس الأرضي، والفلسفة المادية وتفكيك الإنسان، والحداثة وما بعد الحداثة، ودراسات معرفية في الحداثة الغربية، والدكتور المسيري له أيضاً دراسات لغوية وأدبية من أهمها: اللغة والمجاز: بين التوحيد ووحدة الوجود، ودراسات في الشعر، وفي الأدب والفكر، كما صدر له ديوان شعر بعنوان أغاني الخبرة والحيرة والبراءة: سيرة شعرية. ونشر الدكتور المسيري عدة قصص وديوان شعر للأطفال. لم يستطع المسيري تحمل نفقات علاج مرض السرطان، وسافر على نفقة الدولة للولايات المتحدةالأمريكية ليخضع لبرنامج علاجي يشمل 24 حقنة قيمة كل منها تتجاوز عشرة آلاف جنيه، ويتكرر البرنامج مرة ثانية إذا لم يصل إلى النتيجة المرغوبة، وهذا يعني أن التكلفة النهائية قد تصل إلى نصف مليون جنيه. ورحل الدكتور عبدالوهاب المسيري عن عالمنا في الثالث من يوليو عام 2008 بعد صراع طويل مع المرض، وتمر علينا اليوم الجمعة 3 يوليو الذكرى السنوية السابعة لرحيله.