وسط دموع الحزن والقهر التي خيمت على أهل الشهيد هشام بركات، النائب العام، وقف الرئيس عبدالفتاح السيسي، مواسيًا حزنهم ومخففًا لآلامهم، محاولًا تطيب جراحهم وجراح الشعب المصري، حيث توسط أبناء الشهيد وزوجته، ليؤكد لهم أن الشهيد سقط لتبقى مصر كما قال: "البطل سقط عشان مصر تعيش.. مستعدين نسقط وتبقى مصر". السواد الذي خيم على المشهد حدادًا على روح الشهيد، والبكاء المكتوم والدموع المُحتبسه التي تصارع ابنة الشهيد وزوجته لتسقط حزنًا، وخلفه يصطف رئيس مجلس الوزراء المهندس إبراهيم محلب، ووزير الدفاع الفريق أول صدقي صبحي وعدد من قيادات الدولة في مشهد يحمل القهر، ويبعث الصبر ويبشر بنصر قريب على الإرهاب. "مش هنسيبهم.. العدالة الناجزة مغلولة بالقوانين"، كلمات السيسي التي وعد بها أبناء وأهل الشهيد والشعب المصر بأكمله للقصاص من كل متآمر ومن يد الإرهاب التي تحاول النيل من هيبة الدولة، وكأن الرئيس أراد أن يؤكد بأننا دولة قادرة وماضية في خريطة التنمية التي ستشل يد الإرهاب، "فقدنا عظيم.. وواقفين على رجلينا". وفي مشهد آخر أكثر قوة وصرامة وحزم وقف الرئيس، وقد ألتف حوله قضاة مصر، قابضًا على يده ويحركها بقوة وفي شكل تلقائي، لتعبر عن الغضب والرغبة في الثأر والقوة في الحديث، ليؤكد أن الرئيس والقضاة لا يخافوا ولا تؤثر فيهم تلك الحوادث الإرهابية ولا يخشون سوى الله من فوق سبع سموات قائلًا: "مبنخفش ومبنتهزش إحنا ربنا فوقنا". يقول المستشار أمير رمزي، رئيس محكمة جنايات شبرا الخيمة، إن مشاركة الرئيس عبدالفتاح السيسي في العزاء وكلمته لأهل الشهيد والقضاة كانت هدفها إيصال مجموعة من الرسائل الواضحة والصريحة، مشيرًا إلى أن أول رسالة هي العزاء في الشهيد والتأكيد على مكانته وسط القضاء ووسط مصر. وأضاف رمزي، في تصريح ل"الوطن"، أن الرسالة الثانية كانت تهديدية حينما أشار إلى أنه لم يتخذ أي إجراءات استثنائية حتى الآن، أما الرسالة الثالثة هي رسالة متعلقة بما يجب فعله أي ما سيترتب على الحادث الأليم، مشيرًا إلى أن القوانين تتطلب تعديل سريع لتساعد المحكمة في سرعة الإنجاز. وتوجه رمزي برسالة من قاضي إلى الرئيس بأن مثل هذة النوعية من قضايا وجرائم الإرهاب تحتاج إلى البت فيها عبر "محكمة جنايات أمن دولة طورائ"، لأنها قضايا تهدد الأمن والاقتصاد والاستقرار في البلاد، ولايجب أن يتم البت فيها كأنها جريمة سرقة أو مخدرات فهي تحتاج إلى قوانين ناجزة. وأضاف رئيس محكمة جنايات شبرا الخمية، أن المستشار أحمد الزند أكد القضاة خلال العزاء اليوم، أن مصر تواجه حرب شنعاء أشرس من حرب 1973، لأنها حرب داخلية، مشيرًا إلى أن الزند أكد على أن مهنة القضاء محاطة بالمخاطر والضغوط، ومن لايستطيع تحمل تلك الضغوط لامكان له وسط القضاة. يذكر أن النائب العام هشام بركات، استشهد على خلفية انفجار سيارة ملغومة بجوار سيارته بالقرب من الكلية الحربية في مصر الجديدة، وشيع جثمان الشهيد، ظهر اليوم، من مسجد "المشير طنطاوي" في جنازة عسكرية بحضور الرئيس السيسي والمهندس إبراهيم محلب والمستشار عدلي منصور ولفيف من القيادات.