اهتمت الصحف العالمية بقرار المحكمة الأمريكية العليا لزواج المثليين "الشواذ"، والذي وصفته صحيفة "ديلي ميل" البريطانية ب"التاريخي"، حيث نشرت الخبر تحت عنوان "الحب هو الحب"، مضيفة أن الولاياتالمتحدةالأمريكية تستيقظ، اليوم، في ظل حقبة جديدة من الزواج القائم على المساواة في جميع الدول. وأشارت الولاياتالمتحدة إلى أن التعديل ال14 للدستور الأمريكي يضمن أن يكون للمثليين جنسيًا والمثليات نفس الحق في الزواج كما العلاقات الجنسية الطبيعية. وقالت الصحيفة، إن المحكمة أصدرت القرار في نهاية الأسبوع، وهو وقت مناسب لقضاء العطلة، كما أن العديد من المثليين كانوا مستعدين لعقد قرانهم، وأُصدرت تصاريح الزواج بعد ساعات من القرار، وقام الملايين في جميع أنحاء العالم بالاحتفال، ولكن بعض الدول رفضت السماح بعقد قران المثليين. وأوضحت أنه على الرغم من القانون الجديد، إلا أنه لا تزال بعض الدول ترفض منح تصاريح الزواج، بما في ذلك بوبي جندال، حاكم ولاية لويزيانا الأمريكية، الذي قال إن ولاية لويزيانا لن تعترف بزواج المثليين. وأكدت الصحيفة، أن هناك 14 دولة حظرت زواج الشواذ وهم "ألاباما، وأركنساس، وجورجيا، وكنتاكي، ولويزيانا، وميشيجان، وميسيسيبي، وميسوري، ونبراسكا، وداكوتا الشمالية، وأوهايو، وداكوتا الجنوبية، وتينيسي وتكساس". وفي سياق متصل، ذكرت صحيفة "إندبندنت" البريطانية، أن أكثر من 30 ألف شخص شاركوا في أكبر مسيرة للمثليين، حيث تشير التقديرات إلى أنه من المتوقع أن يكون هذا أكبر حدث حتى الآن، حيث زُينت العاصمة بأعلام قوس قزح، وغادرت المسيرة شارع باكستر، و سارت على طول شارع ريجنت وانتهت في وايت هول، مساءً، مضيفة أن المسيرة تحركت وسط تزايد أمني بعد الهجمات الإرهابية التي حدثت في فرنسا والكويت وتونس. وأضاف مايكل سالتير رئيس المثليين في لندن، أن ما شاهدوه، يوم الجمعة، كانت حوادث مروعة في جميع أنحاء العالم، في حين رؤيتهم شيئًا إيجابيًا بشكل لا يُصدق، حيث كان قرار المحكمة العليا بزواج المثليين مساواة عظيمة، و كان لا بد من الاحتفال بهذا القرار. فيما نشرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، أن دولة الدنمارك كان لها السبق بإصدار قانون يكفل حق زواج المثليين عام 1989، لكن تم إيقاف العمل بموجب القانون، حيث لم يتمكن الزوجان من إتمام زواجهما في الكنيسة، ولم يتمكنا من تبني طفل، لكن على أي حال وبرغم ذلك اعتبر العالم تلك الخطوة واحدة من أهم الخطوات التي اتخذت في ذلك الوقت. وأضافت أنه في التسعينيات، شرّعت دول ومناطق أخرى حول العالم، قانونًا يكفل حق المثليين في الزواج، وفي العام 2001 شرعت هولندا أيضًا ذلك القانون، الذي بموجبه قضت على التفرقة بين زواج مختلفي الجنس ومثلي الجنس، واعتبرت القانون خطوة تجاه المساواة بين جميع أفراد المجتمع. اتبعت عدة دول أخرى الدنمارك وهولندا، حيث شرعت بلجيكا قانونًا يكفل حق زواج المثليين، في عام 2003، والآن في 2015 قامت عدة دول من ضمنها الولاياتالمتحدةالأمريكية بتشريع ذلك القانون لتضمن به حقوق المثليين. وأشارت الصحيفة إلى أن هولندا تعرضت حينئذ لانتقادات عدة من بعض الأشخاص يقرون الآن بأهمية الخطوة، وفي إطار السابق أكدت منذ سنوات قليلة خاني فان ليون، زعيم الحزب الديمقراطي المسيحي وأحد معارضي قانون زواج المثليين، أن معارضتها لقانون كانت بسبب خوفها من الخطوة ككل، لكنها أيقنت أنها لم تكن على حق بمجرد أن شاهدت سعادة المثليين مع شركائهم بعد أن أتموا الزواج. وقالت صحيفة "إكسبريس" الفرنسية عن عشرات الآلاف الذين شاركوا في ماراثون بباريس في جو احتفالي مليء بالموسيقى في اليوم التقليدي للاعتراف بالمثليين، مضيفة أن الحضور أكثرهم من فئة الشباب، وبدأت الاحتفالية ببعض الأغاني للفرق المثلية مثل برونسكي بيت. وأشادت الصحيفة أيضًا بلافتة "كثر وغير قابلين للتجزئة"، التي كتبت على عربة "أن هيداليجو" عمدة باريس، وبعض الشخصيات المرموقة. فيما ونقلت "إكسبريس" عن رويترز، أن الجو الاحتفالي لم يمنع دخول السياسة، ففي وسط الاحتفالية طالب البعض رافعين اللافتات بوعود 2012، ولافتات أخرى تقول "عائلات مساوية، حقوق مساوية"، للمطالبة بالبحث في التشريعات التي تسمح للمثليين بالتبني وتأسيس أسرة.