بعد دقائق من تجمع الأطفال لتناول وجبة الإفطار برفقة ذويهم، يهرولون مسرعين نحو شاشة التلفاز، يحدقون بها بلهفة في انتظار حلقة جديدة، تشبع رغبتهم الفضولية الطفولية، فهم في انتظار أبطالهم "موزو، ولوزة، وتختخ، وعاطف، ومحب"، إضافة لكلبهم زنجر. "إنهم المغامرون الخمسة أصدقائك الذين يتدخلون لحل الألغاز والإيقاع باللصوص، وإنقاذ المظلومين، وهم في مثل سنك تقريبًا، مثلما وصفهم الكاتب المصري محمود سالم في افتتاحيته لسلسلة المغامرات البوليسية الشهيرة للأطفال واليافعين، والتي تحوي أكثر من 185 قصة مازالت ذكراها عالقة في أذهان كل من قرأها أو شاهدها عبر التلفاز. تدور أغلب أحداث المغامرات في ضاحية المعادي بالقاهرة، باستثناء أحداث مغامرتين خارج مصر مثل لغز كلب البحر الذي دارت أحداثه على ظهر سفينة، ولغز المدينة العائمة الذي دارت أحداثه في مدينة البندقية بإيطاليا، وأغلب المغامرات بين نهاية الستينيات وحتى منتصف سبعينيات القرن الماضي، وكانت مع لغز الكوخ المحترق، الصادر عام 1968، بعدما التقى الأصدقاء عاطف وأخته لوزة، محب وأخته نوسة، بتوفيق خليل توفيق خربوطلي، الذي بات يعرف ب"تختخ"، وصار زعيمًا ل"المغامرون الخمسة"، نظرًا لذكائه. سلسلة "المغامرون الخمسة" ليست كلها من تأليف محمود سالم، وترجم بضعة أعداد من السلسلة البوليسية الإنجليزية الشهيرة "كاشفو الأسرار الخمسة" التي نشرت بين عامي 1943 و1961 للكاتبة إينيد بلايتون، إلا أن السلسلة الإنجليزية ليست كبيرة مثل العربية، ولم يصدر منها سوى 15 نسخة، وترجم محمود سالم عددًا منها ومن ثم ألف أكثر من 100 عدد للمغامرين الخمسة بطابعها المصري الأصيل. انقطعت السلسلة عن الظهور لفترة طويلة من الزمن، ولكن الكاتب لم يتوقف عن الكتابة حتى الشهور الأخيرة من حياته، إذ استمر في كتابة حلقات جديدة من "المغامرون الخمسة"، بدءًا من عام 2010، وصدرت عن دار "الشروق"، حتى وافته المنية في 24 فبراير عام 2013، ليخلد في ذاكرتنا قصة بوليسية شيقة.
