يتمتع شهر رمضان بمكانته الخاصة في قلوب المسلمين في جميع دول العالم الإسلامي فهو شهر للرحمة والمغفرة والتوبة، كما أنه الشهر الذي أنزل فيه القرآن الكريم ولذلك فإن المسلمين ينتظرونه بفارغ الصبر طوال العام، وتتنوع مظاهر الاحتفال بالشهر الفضيل في كل دولة إسلامية عن الأخرى فهي وإن كانت دول قد جمعها الإسلام إلا أنها تظل مختلفة عن بعضها في عاداتها. وفي السودان، هناك العديد من العادات التي تجعل الإفطار في رمضان أو ما يطلق عليه "شراب الموية" بالسودان ذو طابع خاص، ومنها أن الإفطار في السودان يتم في حلقات الإفطار الجماعي وليس في البيوت أو المساجد كما هو الحال في المجتمعات الإسلامية الأخرى، ويلحق عدم المشاركة في حلقات الإفطار الجماعي العار بصاحبه وتضم هذه الحلقات عادة الرجال والصبية من أهالي البيوت المتجاورة على جانبي الشارع ويتولى الشباب من أهالي الحي قبل رمضان إعداد المساحة التي تكفي لاستيعاب الحضور من الصائمين مع الاحتياط للضيوف كما يقومون برش تلك المساحة بالماء لتلطيف الجو وفرشها بالمفروشات مع مد مستطيل باتجاه القبلة ليقوم مقام المحراب. وأما عن مائدة الإفطار السودانية فتتضمن التمر اقتداء بالرسول (ص) وبعض المشروبات أهمها "الحلو المر" وعصير الليمون والفواكه إلى جانب المشروبات المحلية ومنها "المديدة" و"الغباشة". وفيما يتعلق بالأطباق الرئيسية فمن السائد أن تتضمن "العصيدة" المعمولة من الذرة الرفيعة ودقيق القمح أما عن الإدام فهو "ملاح" التقلية أو الروب أو النعيمية وتختلف التقلية السودانية عن المصرية في أن قوامها مسحوق اللحم القديد المجفف. ومن أبرز العادات الرمضانية التي تتميز بها السودان هي مجالس "الونس" حيث يجتمع الأهالي ليتسلوا بعد الإفطار بالبلية أما في مجالس الميسورين فيتسلوا بالتين و الزبيب ويتخلل تلك المجالس والتي تستمر حتى صلاة التراويح قدوم آنية شاي أو قهوة .