كثر الحديث عن المصالحة مع تنظيم الإخوان، وهو ما وجد رفضا من معظم الشارع المصري في ظل العنف الذي تنتهجه الجماعة، وتحدث البعض عن ضرورة حقن الدماء المصرية من جميع الأطراف. زعيم حركة النهضة التونسية الشيخ راشد الغنوشي، يريد أن يقوم بدور المصالحة بين الأطراف المصرية، مؤكدا أن حقن الدماء المصرية أمر واجب، قائلا "إذا قدرت الأطراف المعنية بالشأن المصري أننا يمكن أن نقوم بدور (للمصالحة بين الأطراف المصرية) فإننا سنكون سعداء بذلك". وأضاف "الغنوشي"، في تصريحات لوكالات الأنباء، أنه لا أحد يمكن أن يتصور أن تصبح مصر وتمسي وليس فيها جماعة الإخوان، لأن الإخوان قوة مؤسسة لمصر الحديثة، ولا أحد عاقل يمكن أن يتصور مصر بدون إخوان، أو كذلك بدون أقباط، أو قوى ليبرالية، حسب قوله. واستطلعت "الوطن" آراء "إخوان منشقين" في تلك الدعوى، وهل يمكن أن تتحقق المصالحة مع الجماعة. خالد الزعفراني الخبير في شؤون الحركات الإسلامية، قال إن المصالحة من قبل "الغنوشي" أو غيره لا بد أن تتم بعد أن تغير الجماعة عقيدتها القطبية وفكرها الصدامي وأن تتخلى عن العنف وتدينه، كما يجب تغيير القيادة الحالية للجماعة، كخطوة أولى بعدها يجب أن تحدد الجماعة أهدافها إما أن تكون جماعة دعوية فقط أو حزب سياسي فقط، وبعد ذلك يمكن فتح باب المصالحة لأن الشعب المصري "متسامح". وأضاف "الزعفراني"، أن الغنوشي يريد أن يحسن صورة الإخوان في مصر لأنهم يمثلوا ركيزة للإخوان في العالم، لأن نشأة الإخوان جاءت من مصر وانتشرت في أنحاء العالم. وأوضح "الزعفراني"، أن ما يحدث الآن من عنف من الجماعة تجاه الشعب سيسقط تماما مصداقيهم في العالم كله إذا ثبت بالدليل وستعد نهاية الإخوان ليس في مصر فقط وإنما العالم أجمع. وقال سامح عيد القيادي الإخواني المنشق، إنه حتى لو أنهت الجماعة العنف الذي تتبعه وهو الجزء الأكبر، تبقى فكرة المصالحة غير ممكنة، إلا بعد تفكيك التنظيم السري فلا يمكن للدولة المصرية الحديثة أن تسمح بتنظيم سري مخالف للقانون. وأشار "عيد" إلى أن الدولة المصرية حتى الآن لم تأخذ خطوة التوسع في القبض على هذه العناصر فمن تم القبض عليهم من تنظيم الإخوان في مصر لا يزيد على 1%، ولكنهم مصرون على استهداف أبراج الكهرباء وتقويض الدولة المصرية. وانتقد "عيد" ما قاله الغنوشي عن فكرة أن تنظيم الإخوان شارك في بناء مصر الحديثة، قائلا: "الإخوان لم يؤسسوا إلا دين القتل والدمار وهم الذين قوضوا فكرة الدولة المدنية على مدار قرن من الزمان". وأكد "عيد" أن الإخوان ما زالوا يمارسون العنف واستهداف عناصر الجيش والشرطة، ولكن من المؤكد أنه ليس كل الجماعة تمارس العنف فمن يقوم بالعنف هو الجناح العسكري والجناح الأخر يقوم بالدعم اللوجستي واختيار الأفراد للتنظيم العسكري. وأشار عيد إلى أن الكثير من قيادات التنظيم معروفين ولا يتعرض لهم أحد ويمارسون حياتهم بشكل طبيعي ولكنهم ما زالوا مصرين على ممارسة العنف ومن المستحيل أن نتصالح مع من يمارس العنف بهذا الشكل .