4 ساعات فصلت بين توجهه إلى منزله وذهابه إلى مكان حريق تسبب فى استشهاده، الأمين عيسى عبدربه القاضى، دفعه حرصه على واجبات عمله أن يتوجه ضمن قوة من الحماية المدنية لمواجهة نيران حريق بمنطقة السيدة زينب، عيسى رفض طلب مديره بترك المهمة لزميل له والذهاب لأسرته بعد أن أوشكت ساعات عمله على النهاية. وسطرت شهادة وفاة أمين الشرطة «عيسى»، اسمه بأحرف من نور فى سجل بطولات رجال الشرطة، بعد أن استشهد أثناء إطفاء حريق فى منطقة السيدة زينب، وكان عمله فى الحماية المدنية بالقاهرة، وتأدية واجبه ببسالة سببين رئيسيين فى صعود روحه للسماء متأثراً بإصابته بين أنقاض الحريق. اليوم كان عادياً بالنسبة ل«عيسى»، الذى كاد يغادر محل عمله بإدارة الحماية المدنية بالقاهرة بمنطقة العتبة، فى الثامنة صباحاً، غير أن الإدارة تلقت بلاغاً فى الرابعة فجراً، بنشوب حريق ضخم بالعقار رقم 3 حارة السمرة من شارع محمد فريد بدائرة قسم شرطة السيدة زينب، وعلى الفور انتقل الشهيد عيسى مع زملائه من رجال الحماية المدنية و4 سيارات إطفاء إلى مسرح البلاغ. وتبين أن الحريق نشب بورشة نجارة كبيرة أسفل العقار، وحال قيام القوات بالتعامل مع النيران انهار أحد الأسقف المشتعلة أثناء قيام أمين الشرطة بإطفائه، ليسقط أسفل الأنقاض المشتعلة. وتمكنت القوات من السيطرة على الحريق وإخماده قبل امتداد النيران للمنازل الملاصقة والمجاورة للعقار وتمكنوا من إخراج أمين الشرطة ونقل إلى المستشفى لإسعافه إلا أنه استشهد متأثراً بإصابته. وقال اللواء ممدوح عبدالقادر، مدير إدارة الحماية المدنية بالقاهرة، إن الشهيد الأمين عيسى عبدربه «كان ابن موت، وبالفعل ما حدث معه يؤكد أن الله سبحانه وتعالى ينتقى الشهداء من بين عباده»، وأضاف عبدالقادر أن الشهيد عيسى كان يعمل معه فى الإدارة وكان حسن الخلق وعلاقته طيبة بكل رجال الحماية المدنية، بداية من المجند وحتى مدير الإدارة، وكان دائماً يتسارع فى الخروج للبلاغات لإخماد الحرائق، حتى أنه كان دائماً يرتدى سترة الحرائق، وعند سؤاله، كان يجيب بأن السترة قد تستغرق 3 دقائق فى ارتدائها، وهذا التوقيت كفيل بأن يكون سبباً فى إنقاذ روح من لهيب النيران، ليسجل اسمه مع زملائه الشهداء الذين سبقوه من أبطال وزارة الداخلية الذين كانت ولا تزال تقدمهم كل يوم فداء للوطن.