"شبح الظلام" يخيّم على "سماء المحروسة" لساعات طويلة، معاناة عايشها المواطن بفعل الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي، أزمة أثارت حنق "الغلابة" ولم ينج منها ميسورو الحال، ولكنها بدت في طريقها للحل خلال الأشهر الأخيرة، فساعات الانقطاع انخفضت وحصار الظلام بدأ ينفك، إلا أن فصل الصيف الذي هلت بشائره، والإرهاب الذي يستهدف أبراج الضغط، دفع وزارة الكهرباء للتكفير في وسائل جديدة - إلى جانب توفير مصادر الطاقة - لمواجهة الأزمة. "فالكون" كانت الوسيلة التي لجأت إليها "الكهرباء" لتأمين الأبراج، رغم الملاحظات الموجهة للشركة نفسها في المهمة السابقة لتأمين الجامعات. "مش بشرة خير"، قالها إسلام محمود، الكيميائي بإحدى شركات الأدوية، مشيرًا إلى المشكلة الأساسية التي يعاني منها قطاع الكهرباء هي "نقص الطاقة"، والتركيز على التأمين من خلال شركات خاصة بنفقات عالية لن يساهم إلا في حل جزء صغير جدًا من الأزمة، لكن "هتفضل المشكلة الأكبر اللي هي نقص الطاقة المولدة، الأفضل نسعى في حلها خصوصاً ان في حلول كتير مطروحة، ويبقى التنفيذ". الفشل في حماية الجامعات، ينذر بفشل جديد في حماية "أبراج الكهرباء"، بحسب إيهاب فرج، مدير التسويق بإحدى الشركات، الذي اعتبر أن الاعتماد الدائم على "فالكون" وظهورها بمظهر البديل الأمني المحترف هو اعتراف بأحد أمرين: "إما الاعتراف بفشل مؤسسات الدولة الرسمية، أو الاعتراف بان فالكون إحدي مؤسسات الدولة السرية"، مضيفًا أن الجامعات شهدت اشتباكات عنيفة، وسقوط قتلي ومصابين، وتعطل العملية الدراسية، في ظل تكليف الشركة بعملية التأمين والحماية. "عدد أبراج الكهرباء على مستوى الجمهورية يصل إلى 140 ألف برج، بعضها في مناطق نائية، الأمر الذي دفع الوزارة للتفاوض مع شركة أمن خاصة للمشاركة في عمليات التأمين والحماية"، قال أحمد الحنفي، رئيس مجلس الإدارة بالشركة المصرية لنقل الكهرباء، موضحًا أنه سيكون هناك تنسيقاً متكاملاً مع القوات المسلحة ووزارة الداخلية، إلى جانب دور الأهالي في الإبلاغ عن أي عمليات تخريبية، "الكهرباء أمن قومي، وبجانب التخطيط للدفع بطاقة جديدة لزيادة قدرات القطاع، لابد من التصدي للأعمال الإرهابية التي تستهدف القوة القائمة".