قال بكرى فى الحلقة الثانية من كتابه «لغز المشير» (تحت الطبع)، إن رئيس الأركان الفريق سامى عنان كان غائباً عن القاهرة فى هذا الوقت، حيث قام بزيارة إلى الولاياتالمتحدة، لبحث أسس التعاون العسكرى بين مصر والولاياتالمتحدة، كانت محدّدة سلفاً وقبل تدهور الأوضاع فى البلاد. وقد استمرت زيارة الفريق سامى عنان نحو أربعة أيام، حيث غادر القاهرة يوم 24 يناير، متجهاً إلى باريس، ومنها إلى الولاياتالمتحدة. وفى الثامن والعشرين من يناير قرر الفريق سامى عنان قطع زيارته إلى الولاياتالمتحدة للعودة إلى مصر، خاصة بعد أن جرى اتصال بينه وبين المشير طنطاوى، أكد فيه المشير تدهور الأوضاع فى البلاد. كان سامى عنان يتناول إفطاره فى هذا الوقت مع اثنين من القادة العسكريين الأمريكيين، حيث تلقى اتصالاً من المشير، طالبه فيه بضرورة العودة فوراً، فقام بإبلاغ القيادة العسكرية الأمريكية بقطع زيارته والعودة إلى مصر. كان الرئيس الأمريكى باراك أوباما قد شكّل غرفة عمليات رئيسية داخل البيت الأبيض من كبار مسئولى الخارجية والأمن القومى والبنتاجون ووكالة الاستخبارات الأمريكية، برئاسته، لمتابعة تطورات الأوضاع فى مصر. وعندما علم «أوباما» أن رئيس أركان حرب القوات المسلحة قد قطع زيارته وقرر العودة إلى مصر أرسل إليه قائد القوات الأمريكية المشتركة، حيث التقاه فى قاعدة «أندروز» التى توجه إليها سامى عنان، لبدء رحلة العودة إلى مصر. أبلغ القائد الأمريكى الفريق عنان قلق الإدارة الأمريكية من جراء الأحداث المتصاعدة فى مصر، واستفسر منه عن موقف الجيش المصرى تجاه التعامل مع المتظاهرين، وعما إذا كان سيلتزم الحياد أم لا؟! كانت إجابة الفريق عنان: «إن الجيش المصرى لن يستخدم القوة أبداً ضد أبناء الشعب، بل ستكون مهمته هى حماية المتظاهرين والحفاظ على الأمن والاستقرار فى البلاد».