قال بكرى فى الحلقة الثانية من كتابه «لغز المشير» (تحت الطبع)، إن المشير لم ينتظر كثيراً، وأصدر أوامره على الفور بنزول القوات بعد أن عقد اجتماعاً قصيراً مع القيادة العامة للقوات المسلحة. وقبيل الخامسة بقليل كانت طلائع قوات الجيش بدأت تصل إلى ميدان التحرير، كما أن قوات من الحرس الجمهورى بدأت تطوق مبنى الإذاعة والتليفزيون لحمايته، بعد أن وصلت معلومات عن احتمال اقتحامه.. كما تم إعلان حظر التجول، ليبدأ فى هذا اليوم من الساعة السادسة مساءً وحتى السابعة صباح اليوم التالى. وفى الوقت الذى تقدمت فيه بعض السيارات العسكرية المدرعة إلى ميدان التحرير، قام عدد من المتظاهرين بإحراق 3 منها على الأقل، ظناً منهم أنها من قوات الحرس الجمهورى وأنها جاءت لإمداد رجال الشرطة بالأسلحة والذخائر. وعندما اتصل اللواء حسن الروينى، قائد المنطقة المركزية، بالمشير طنطاوى، ليُبلغه بما حدث، قال له: لا يجب التصدى لأحد، اتركوهم، ولا تنجرّوا إلى الصدام مع المتظاهرين بأى حال من الأحوال. قال اللواء الروينى: ولكن هناك سيارة عسكرية تم اختطافها! قال المشير: ليس مهماً، حتماً سيتمكن رجالنا من إعادتها مرة أخرى. فى مساء اليوم ذاته، جرى عقد اجتماع للقيادة العامة للقوات المسلحة، تم خلاله تدارس الأوضاع، كانت الصورة الماثلة أمام الجميع أن النظام بات فى خطر شديد، وأن حركة الاحتجاجات سوف تتزايد، خاصة بعد نزول عناصر الإخوان بكامل طاقتهم وارتكابهم أعمال عنف واسعة فى البلاد. كان السؤال المطروح فى هذا الاجتماع: ماذا نفعل؟، وأى طريق سوف نسلك؟ جاءت الإجابة على لسان المشير طنطاوى: نحن مع الشعب ولن نستخدم العنف أبداً ضده مهما كان، ومهما حدث.. كان رئيس الأركان الفريق سامى عنان غائباً عن القاهرة فى هذا الوقت، حيث قام بزيارة إلى الولاياتالمتحدة، لبحث أسس التعاون العسكرى بين مصر والولاياتالمتحدة، كانت محدّدة سلفاً وقبل تدهور الأوضاع فى البلاد.