حينما تفكر فى رب العالمين وفى عظمة وحجم هذا الكون الذى خلقه الله سبحانه وتعالى وينطلق التفكير من مكانك إلى الحى الذى تسكن فيه ثم يتسع المجال إلى المدينة ثم إلى الدولة ثم إلى القارة ثم إلى كوكب الأرض ثم إلى النظام الشمسى ثم إلى الكون الفسيح.. كيف خلق الله كل هذا الكون الهائل؟ ولماذا الكواكب كلها دائرية الشكل؟ ولماذا كوكب الأرض دائرى ويدور حول نفسه ويدور هو والقمر حول الشمس والنظام الشمسى يدور والمجرات كلها تدور؟ ولماذا مدار الإلكترونات حول النواة شبيه جدا بدوران الأرض وكواكب النظام الشمسى حول الشمس؟ لماذا خلق الله الإنسان من تراب ثم أصبح لحما ودما وعظاما؟ ما الحكمة من خلق آدم عليه السلام ثم تكريمه وأمر الملائكة بالسجود له فسجدوا إلا ابليس أبى أن يكون مع الساجدين؟ كل الأسئلة السابقة سوف أجيب عنها تباعا فى مقالات قادمة بإذن الله.. ولكن هنا أطرح هذا التأمل فى ملكوت الله وأقول للإنسان مهما ارتفع شأنه ومنصبه وسلطانه فإن الله أعلى وأجل.. قال تعالى {ولا تمشى فى الأرض مرحا. إنك لن تخرق الأرض ولن تبلغ الجبال طولا}.. فأنت صغير جدا يا ابن آدم وضعيف جدا ولكنك كبير عند الله بحسن الخلق ولين الجانب وحلم الأخلاق والترفع عن الصغائر ومساعدة المسكين والفقير والضعيف.. أنت كبير بذلك عند الله. وأقول للضعيف الذى أصابه الفقر أو المرض أو المصيبة.. أن يصبر وأن يعلم أنه من الله. ياصاحب الهم إن الهم منفرج.. أبشر بخير فإن الفارج الله اليأس يقطع أحيانا بصاحبه لاتيأسن فإن الكافى الله الله يحدث بعد العسر ميسرة لا تجزعن فإن الصانع الله إذا بُليت فثق بالله وارض به إن الذى يكشف البلوى هو الله واللهِ مالكَ غير الله من أحد فحسبك الله فى كلٍ لك الله وأقول لنفسى قبلكم.. أين نحن من الله.. الله خلقنا لنعبده سبحانه وتعالى ونعمر الأرض ونتزوج وننجب الأطفال ثم نموت شبابا أو شيوخا ثم نبعث يوم القيامة بين يديه سبحانه وتعالى لنقف سواء نحاسب من لدن الله على كل ما كان منا فى الدنيا.. حينها لن يتذكر الإنسان المال ولا السلطان ولا الكون الفسيح ولا أولاده ولا أمه وأباه ولا زوجته لكنه سيتذكر أمرا واحدا.. عمله.. حسنات وسيئات.. ظلم هذا وأكل مال هذا وكذب على هذا واغتاب هذا.. حينها يقول ياليتنى كنت نسيا منسيا.. يقول ياليتنى كنت ترابا.. ولكن الله سبحانه وتعالى هو الكريم الجواد الذى يعطى بغير حساب.. ولأنه الكريم اقرأ معى الحديث القدسى الذى رواه سيدنا أنس قال: [سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (قال الله تعالى: ياابن آدم إنك ما دعوتنى ورجوتنى غفرت لك على ما كان منك ولا أبالى، ياابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتنى غفرت لك ولا أبالى، يا ابن آدم إنك لو أتيتنى بقراب الأرض خطايا ثم لقيتنى لا تشرك بى شيئا لأتيتك بقرابها مغفرة).. هذا هو ربنا سبحانه وتعالى الحنان المنان غافر الذنب والذى يقبل التوبة عن عباده ويغفر الذنوب.. يغفر بلا حساب.. أفلا نذكر الله كثيرا ونستغفره ونحمده على كرمه ونشهد له بالوحدانية وأنه لا شريك له.. هذا التوحيد وعدم الشرك يغفر الذنوب ويدخل الجنة.. أن تقول دوما لا إله إلا الله محمد رسول الله.. هذا هو ربكم سبحانه وتعالى هو الأعز الأكرم.