حصلت «الوطن» على تفاصيل لقاء الرئيس محمد مرسى مع وفد من العلماء والدعاة من التيارات الإسلامية وممثلين للأزهر، أمس الأول، الذى استمر نحو 3 ساعات، وصلى بهم الرئيس العصر والمغرب، وتركز الحوار فى الاجتماع على أزمة الدستور، وأزمة الضباط الملتحين، والعنف فى سيناء وضرورة أن تواجه التيارات الإسلامية، صاحبة الفكر الوسطى، الفكر الذى يميل إلى العنف وعدم الاقتصار على الحل الأمنى، فيما طالبه الحاضرون بمراجعة قرار غلق المحلات. وطلب «مرسى» من الدكتور ياسر برهامى، النائب الأول لرئيس الدعوة السلفية، وعضو الجمعية التأسيسية لوضع الدستور، سرعة الانتهاء من كتابة الدستور فى غضون 6 أشهر، ورد عليه «برهامى» بأن الجمعية أنهت 95% من الدستور، وأن ما يُنشر فى الإعلام عن التأسيسية والدستور غير صحيح، ووعد الرئيس بحل مشكلة ضباط الشرطة الملتحين. وحاول أحد الحضور مطالبة الرئيس بتطبيق الشريعة فى الدستور، مشيراً إلى اشتراكه فى مليونية تطبيق الشريعة التى دعا إليها بعض التيارات الإسلامية، إلا أن الشيخ محمد حسان، الداعية السلفى، راجعه وقال إنه لا يصح مخاطبة الرئيس عن الدستور لأنه شأن لا علاقة له به، وهو ما أكده الشيخ سعيد عبدالعظيم، النائب الثانى لرئيس الدعوة السلفية، حين قال إن الحديث عن تطبيق الشريعة مع الرئيس يعد تناقضاً لأن البرلمان هو المخول بوضع القوانين التى ستطبق عن طريقها الشريعة. وكشف المهندس أيمن عبدالغنى، القيادى بجماعة الإخوان، عن أن القوى الإسلامية التى حضرت اللقاء اتفقت على المادة الثانية من الدستور بصيغتها الحالية قبل بدء لقائها مع «مرسى»، وقال ل«الوطن» إن اللقاء ضمن لقاءات الرئيس مع القوى المختلفة لمناقشة أوضاع الدستور، مضيفاً: «الشعب كله مطالب بتطبيق الشريعة، فهى ليست أحكاماً ولا مبادئ فقط، موضحاً أن تنظيم مليونية للشريعة يقلل منها لأن الشعب كله يريد الشريعة». وأشار إلى أن بعض القوى الإسلامية عرضت إرسال وفود للتحاور مع الجماعات الداعية إلى العنف فى سيناء، والرئيس وافق على ضرورة التواصل مع أهل سيناء، وضرورة أن تواجه التيارات الإسلامية صاحبة الفكر الوسطى، الفكر الذى يميل إلى العنف وعدم الاقتصار على الحل الأمنى فقط، قائلاً: «الرئيس طالب بتفعيل دور الأزهر كمؤسسة يجب أن يكون لها دور فى توجيه المجتمع ومواجهة التطرف». واقترح الدكتور محمد عبدالمقصود، الداعية السلفى، إنشاء قناة تليفزيونية تختص بتواصل مؤسسة الرئاسة مع الشعب وتتضمن خطاباً للرئيس بصفة دورية، وشدد عبدالمقصود، على التوافق لاستكمال المرحلة الانتقالية والانتهاء من الدستور استعداداً للانتخابات البرلمانية. وقال عبدالمقصود ل«مرسى» إنه يستعين بالشرطة بشكل كبير فى تأمين موكبه وأثناء صلاته فى المحافظات، وإنها تظهره فى صورة الفرعون، ورد عليه الرئيس بأن ذلك غير صحيح، واستشهد بما حدث فى أسيوط، وضرورة أن ترصد الشرطة الطريق قبل سفره وتأمنه قبل وصوله. وقال الشيخ سعيد عبدالعظيم، عضو مجلس شورى العلماء: الحوار تطرق للأوضاع فى مصر خاصة ما يحدث فى سيناء، ووضع الجيش والشرطة والاقتصاد المصرى، لكنه لم يعلق على القرض فذكره فى كلمة عابرة فى حديثه. وأضاف: «أعتقد أن الرئيس أراد من كبار التيار الإسلامى إظهار تلك الحقيقة للشعب من خلال المنابر والقنوات، ونحن نرفض الفكر التكفيرى وسندعو من خلال منابرنا إلى رفضه، وسنذهب إلى سيناء إذا لزم الأمر، فالبلاد مستهدفة من الخارج والداخل، أما موضوع الشريعة والدستور فيرى الرئيس أنه شأن التأسيسية، ولن يتدخل فى عملها، وشدد على سيادة قرار الدولة وعدم التبعية لأحد». وقال الدكتور عصام دربالة، رئيس مجلس شورى الجماعة الإسلامية، إن بعض أعضاء الوفد رحب بدعوة الرئيس للعمل فى اتجاه سيناء، ومحاربة أفكار التكفير هناك، بينما تحفظ عدد آخر مطالبين إياه بالعمل وفق خطة توضع بعد مناقشة كل الأوضاع هناك. وكشف دربالة عن أن الوفد ناقش الرئيس فى قرار غلق المحلات ال10 مساء، مطالبين إياه بعدم تنفيذ القرار إلا بعد مناقشات ومشاورات موسعة.