سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
من فَرشة الترمس.. "مَزة الفقير" بجنيه ولو غليت "الزبون هو اللي يشيل" عم عثمان: "تكلفة تحضير البضاعة 50 جنيه ومكسبي في اليوم يادوب يكفيني عشا أنا ومراتي"
"يا مَزِة الفقير يا ترمس"، بابتسامة رضا على وجهه خطت التجاعيد فيه خريطة الشقاء، ينادي الرجل الخمسيني على زبائنه، وسنته الفضية تلمع من أشعة شمس في نهار يوم حرارته محرقة، ولكن "عم عثمان" وضع صينية الترمس على عمته الصعيدية، وخرج بصحبة زوجته، وسط موقف السيارات على خط "خشب- إمبابة" بالجيزة، لينادي المارة ب"أكلة مسلية" كانت ولا تزال طعام البسطاء، ومن يتلهف لها من "أولاد الأكابر". تقترب من "عم عثمان" وزوجته لتحدثهما، فيجيبك بكلمات بسيطة "أنا باكل عيش، وبفرش بشوية الترمس دول هنا، ويدوبك اللي جي على قد مصاريفي أنا ومراتي"، ذلك حال البائع البسيط، الذي يبدأ يومه من المساء، حيث يبيت بضاعته: "بجهز بضاعتي من بالليل، وأجيب الترمس والحمص وألينه في المية، والصبح أسلقه وأجهزه، وأخرج أنا ومراتي الضهرية، ونرجع نص الليل". "الترمس لسا أكلة الغلابة"، كما يقول "عثمان"، فيرى أن سعره ما زال في متناول الجميع رغم غلاء الأسعار، فيتحدث عن تكلفة تجهيز الصنية: "كيلو الترمس ب7 جنيه، والحمص ب9 جنيه، وقول كمان هيتسهلكوا 2 جنيه غاز عشان أسويهم على النار، وبعدها بجيب الليمون الكيلو ب12 جنيه، وكيلو الشطة ب3 جنيه، وحتة تلج كمان ب3 جنيه، يعني تجهيز العربية بيوصل تكلفته بتاع 50 جنيه، ويوم ما بنشتغل ودي أرزاق بتاعة ربنا، بنطلع بمكسب 17- 20 جنيه في اليوم". "أكلة ترمس وحمص في البيت لو في موسم أو عيد، هتكلف صاحبها بتاع 25 جنيه، إحنا بنبيع الكوباية بجنيه، يعني لو واحد خارج هو وعيلته 5 أشخاص مثلًا، وحبوا ياكلوا ترمس هتكلفهم بتاع 5- 6 جنيه"، يضع "عم عثمان" ميزانية اقتصادية محكمة لمحدودي الدخل، إن أرادوا أكل "الترمس" في منازلهم، وإن قرروا يومًا الخروج في نزهة بسيطة إلى الشارع، لتعمل "ست البيت" ومديرة الخزانة الأسرية أمام عينها حسابها على تكلفة تسلية بسيطة. سمع عم عثمان وزوجته، عن فرض الضرائب على عربات الفول، والتي جاءت في إطار الأخبار المتداولة بين التأكيد والنفي، ورأى أنه إذا تم تعميم الأمر على باقي الباعة الجائلين، ومنهم بائعو الترمس، سيقع الضرر على الزبائن، "الزبون هو اللي هيشيل، لو فرضوا ضرايب علينا هندفع، بس هنزود السعر على الزباين، كوباية الترمس أم جنيه هتبقى بجنيه ونص واتنين جنيه، وكدة كدة الزبون رجليه خفت، ومش مستحمل أي زيادة أسعار".