قالت الدكتورة هدى بدران، رئيس الاتحاد النوعي لنساء مصر، إن تراجع دور المدرسة في التربية مؤشر خطير، لأن دورها كان فى الماضي مكملاً لدور الأسرة، وطالبت بضرورة الكشف النفسى والاجتماعي على العاملين بالمدارس، خاصة الابتدائية منها، لردع الانتهاكات الجسدية والمعنوية التى يتعرض لها الأطفال. وأكدت «بدران» في حوارها ل«الوطن»، أن 1000 حالة اغتصاب للأطفال ذكوراً وإناثاً، تم تسجيلها في الفترة ما بين يناير وأكتوبر من عام 2014، مشيرة إلى أن الحالات غير المسجلة تصل إلى أكثر من 3000 حالة سنوياً. ■ برأيك ما طرق علاج ظاهرة التحرش؟ - بدأنا بالإعلان عن تنظيم حملة «متخافيش» لتوعية الفتيات بضرورة الإبلاغ عن تعرضها للتحرش، لأن عدم الإبلاغ يؤدى إلى إفلات الجانى من العقاب، كما أن الفتاة يجب أن تعى أن «لمس» أى شخص غريب لجسمها هو جريمة، و«المتحرش بيقول للبنت متقوليش واحنا بنقولها متخافيش واصرخى عشان نكتشف الجانى، حتى لو قلتى للمشرفة لازم تقولى لماما ولازم تقولى للأسرة». وهناك قوافل فى كل المحافظات والأقاليم بتتكلم عن التحرش الجنسى الذى تتعرض له الفتيات وكيفية حدوثه من خلال أفلام وثائقية لتوعيتهن. ■ لماذا طالبتِ بعمل اختبارات نفسية للمعلمين؟ - طالبت وزارة التربية والتعليم بعمل اختبارات لأى شخص يريد أن يعمل مدرساً للأطفال، فيجب أن يملأ استمارة نفسية قبل أن يدخل إلى المدرسة، ومن خلال ردوده على أسئلة هذه الاستمارة يمكن معرفة ما إذا كان هذا الشخص لديه استعداد للانحراف أم لا، ومن الممكن إجراء مقابلة من خلال إخصائى اجتماعى ونفسى، ولا بد أن يتم اختبار للمتقدم للوظيفة قبل أن يقبل، ويطبق ذلك على الفراش والناظر والمفتش والمدير، لأن أى شخص يتعامل مع الطفل يجب أن يكون سوياً 100%. ■ هل الأرقام التى ذكرتها صادرة عن الاتحاد النوعى لنساء مصر؟ - لا مش احنا اللى حصرنا العدد بل هذه إحصائيات رسمية صادرة عن المركز القومى للطفولة والأمومة، وهو جهة رسمية قامت بالحصر من خلال الشكاوى من خلال الخط الساخن بعد اغتصاب الفتيات وتعرضهن للموت أو القتل كى يتخلص الجانى من جريمته، كما حدث مع الطفلة «زينة». ■ ما رأيك فى تخفيف الحكم على المتحرش؟ - هناك مساحة للقاضى لتخفيف الحكم واستخدام روح القانون، لكننا نرجو تغليظ العقوبة على المعتدى لكن الحكم بإعدامه ليس الحل، فالقانون وحده لا يكفى لحل المشكلة، فلا بد أن نفهم من أين يأتى السلوك الإجرامى الذى يدفع بشخص بالغ لاغتصاب طفل، فالمسألة لا تتعلق بالاحتياج الجنسى وإنما بالعدوانية والرغبة فى الانتقام من مجتمع، فحينما يقع الاغتصاب داخل مدرسة فذلك أمر صادم. ■ هل هناك علامات مموهة يختفى وراءها المعتدى؟ - أحياناً يكون الشخص الذى يعتدى على الطفل أو الطفلة سلوكه لا ينبئ بارتكابه لهذا الجرم، فهو يتودد للأطفال ويظهر أنه شخص مؤدب حتى لا ينفروا منه. ■ برأيك هل هناك اهتمام من وزارة الداخلية للحد من التحرش؟ - فى فترة ما بعد ثورة يناير حصل اهتمام من وزارة الداخلية بمكافحة العنف ضد المرأة، وأنشأت الوزارة وحدة خاصة لمكافحة العنف ضد المرأة، بالإضافة لتوفير خط ساخن لتلقى الشكاوى. ■ لماذا رفعتِ شعار أن الأطفال «ميعرفوش يكدبوا» فى حملتك؟ - للرد على المجتمع الذكورى الذى يتنصل من هذه المشكلة بأن يلقى اللوم على الأطفال بأنهم يكذبون، والبعض يردد أن ذلك «خيال أطفال» لكنى أرد عليهم بحسم بأن الأطفال ميعرفوش يكدبوا، وأن خيال الأطفال يأتى من المشاهد التى اختزلها عقلهم الباطن، والطفل لما بيحكى اللى حصل له يكون ذلك نتيجة للمعاناة النفسية والصدمة التى تعرض لها. ■ هل توجد علامات تكشف للأم تعرض ابنتها للتحرش؟ - هناك علامات تظهر على البنت بأن تكون مضطربة وغير عادية، ويحدث تغيير فى سلوكها وشعورها بأنها مهددة، بالإضافة إلى العلامات المادية فى جسدها مثل الألم والنزيف، لذلك يجب الكشف السريع والمبكر على أجزاء جسدها، ومن الضرورى أن تكون الأم على علاقة جيدة مع ابنتها لأن الاكتشاف السريع لهذه الجريمة مهم جداً. ■ ما رأيك فى عرض الطفلة التى تعرضت للتحرش على الطب الشرعى؟ - أرفض ذلك، لأنها ستظل تعانى من ملاحقة الثقافة المجتمعية السلبية لها، وأطالب بوجود مؤسسة حكومية كالعيادة النفسية تراعى نفسية الطفلة المتحرش بها وأسرتها، وهذه العيادات النفسية اختفت من المدارس، كما أن عرض الطفلة على الطب الشرعى يحتاج لتغيير فى الثقافة المجتمعية التى تلقى باللوم على الطفلة لحد لما تك