قتل 5 مدنيين، بينهم طفلين جراء إطلاق تنظيم الدولة الإسلامية قذائف عدة استهدفت مدينة تدمر في وسط سوريا، حيث تستمر الاشتباكات العنيفة اليوم، بين مقاتلي التنظيم وقوات النظام، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان. وقال المرصد، في بيان أصدره اليوم: "قتل خمسة مدنيين بينهم طفلان جراء إطلاق تنظيم الدولة الإسلامية ليل الأحد، قذائف على مناطق عدة في مدينة تدمر الواقعة في محافظة "حمص". وأوضح مدير المرصد رامي عبدالرحمن، لوكالة "فرانس برس": "أنها المرة الأولى التي يستهدف فيها التنظيم مدينة تدمر بقذائف كثيفة بهذا الشكل". ويتواجد مقاتلو التنظيم، الذين يخوضون منذ فجر الأربعاء، معارك مع قوات النظام عند أطراف تدمر وعلى بعد كيلومتر واحد من مواقعها الأثرية في جنوب غرب المدينة والمدرجة على لائحة التراث العالمي. وسيطر مقاتلي التنظيم، السبت، على مساحة واسعة من الجزء الشمالي من تدمر قبل أن تجبرهم قوات النظام على الانسحاب. وأفاد المرصد عن استمرار الاشتباكات العنيفة بين الطرفين عند أطراف المدينة، بالتزامن مع قصف للطيران الحربي على مناطق الاشتباكات. وأشار مصدر أمني سوري، من جهته لوكالة "فرانس برس"، إلى إن القوات السورية المدافعة عن القطاع استطاعت تكبيد "داعش" خسائر فادحة في المحيط الشمالي الشرقي لتدمر ما دفعه إلى الفرار باتجاه السخنة"، وهي البلدة التي سيطر عليها التنظيم الأربعاء بعد ساعات من بدء هجومه والواقعة على بعد ثمانين كيلومترًا من تدمر. وأضاف: "يتم التعامل مع داعش بمختلف الوسائط النارية وخصوصًا سلاح الطيران والمدفعية". وذكرت "تنسيقية الثورة في مدينة تدمر"، على موقع "فيس بوك" التي يديرها ناشطون معارضون من المدينة، أن "أكثر من ست غارات من الطيران الحربي وقصف براجمات الصواريخ استهدفت الأطراف الشمالية للمدينة". جدير بالذكر، أ، معركة "تدمر" لها أهمية استراتيجية للتنظيم، إذ تمهد له الطريق نحو البادية السورية المتصلة بمحافظة الأنبار العراقية. كما أنها مهمة من الناحية الدعائية، كون المدينة محط أنظار عالميًا بسبب آثارها، وهو ما دفع منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة "يونيسكو" لطلب تحرك مجلس الأمن، خوفًا من تكرار التنظيم تدمير مواقع أثرية في مناطق سيطرته في شمال العراق.